|
.. إهراق
****** منصور دماس مذكور
لا لستَ من عرفَ
الأنامُ قبيل ما طمعاًً تفرَّغَ من تفرَّغ عنوةً .. هزم المدى متجاوزاً كي يهزمَكْ *** أرفعتَ قدركَ
حين لم تعبأْ بقدْرِ الآخرين سخافةً؟ أتظنُ أنَّ الدَّهرَ لكْ? يا أيها المغرورُ لا تحسبْ بأنَّ الدَّهرَ لكْ اليوم
لكْ
وغداً سيشهد من أهاجكَ
مصرعَكْ *** أين العمادُ ؟
وأين أين ذواتُها ومدائنٌ تروي حكاياتٍ مؤثرةً تصوِّرُ من أشادَ ومن ملكْ؟ *** من نطفةٍ كلُّ الوجوهِ وأنت لا ندري.. لماذا لمْ تقدِّرْ من دَنا لكَ
قدَّركْ؟ *** تتكاثر الآلامُ
عبْراتٍ لأهل اللبِّ والدنيا مذبْذبةٌ بأهليها سوى بعضٍ يعيش الضوءَ أحياناً وأحياناً يروم العيشَ أهواءً تَذيَّلَ للحَلَكْ *** كنْ دونما مذْقٍ
أما ذقتَ الصفاءَ بلا غبارٍ أو مثيرٍ حقبةً مرَّتْ وفيها لم تزلْ تتوثَّبُ الأحلامُ للأخرى وترجو هذه لكنْ بلا
زيغٍ وشكْ؟ *** ماذا جرى؟ أنسيتَ ما غرسوا حروفاً مشمساتٍ جاوزتْ سوط
التَّهجِّي فابتسمتَ إذِ
الحياةُ هناك لم تمنحْكَ إلاَّ الأنسَ مقروناً
بإسعادٍ يصدُّ الضَّنْكَ عنكْ؟ *** أتريد إهراق
[المنى] أضحتْ – لها- الأنظارُ لاهثةً تتابعُ سائرَ الأخطاءِ ترصدُ ما نأى لتبينَ أنتَ وكلُّ غالٍ بان مثلكَ كاسراً ودَّاً مَلكْ؟ *** خدعوك فانتصروا وتحسبُ أنَّهمْ يمشون في الدرْبِ المبينِ وهمْ على عكسٍ بجهلكَ كم سَفك! *** خدعوكَ فانتصروا بوهمِ الفنِّ لم تعرفْ بأنَّهمُ بلا حسٍّ بلا عهدٍ ألم تشهدْ هوى كم أنهك الأنوارَ ختلاً ..كم هتكْ! *** أسفي على تلك الجهودِ تبدَّدتْ تغتالُها الغفلاتُ يرفسها العمى يكسو ذويها الذلُّ مستوراً ويطمح
للنَّجاةِ
على دروب المهلكات ترى أينجو جاهلٌ
بالعومِ في بحر تلاطمَ ليس يُسْلِمُ من سلكْ؟! *** قم واقرأِ الماضينَ فتِّشْ عن مسالكِ عزِّهمْ واشربْ حكايتَهمْ لترجع تائباً عن ما دهاك فلا تطيع لمسرفٍ يجثو أمامَكَ مدهناً كي يخدعَكْ *** احذرْ هواكَ وزمرةً تحكي فيعجبهم حديثك يبسمون بدون داعٍ حين تحكي مسهباً ويصفقون بدون داعٍ حينما تروي وهم
ليسوا
معكْ *** تمشي وهم يمشون
خلفكَ كالذِّئابِ الجائعاتِ تظنُّهم أهلاً لودِّكَ للعطاءِ وللوفاءِ وهمْ إذا شئتَ الحقيقةَ ما معكْ *** أتظنُ أنَّ الدَّهر لكْ؟ اليوم لكْ
وغداً سيشهد من أهاجكَ مصرعكْ!. 19/3/1433هــ نشرت في الجزيرة الثقافية بتأريخ 27/5/1433هــ |
|
جميع
الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور |