|
|
ورحل محمود الصفات----------------------منصور دماس مذكور لم يسعدني الحظ بالتعرف على الشاعر الأستاذ محمود عارف إلا عن طريق الهاتف وإلا بالمراسلة بالكلمة الشاعرة المرهفة . وكم كنت أتمنى وجود فرصة سانحة تجمعني بالراحل الغالي فلم يكن ما أتمناه ولهذا أسفي شديد . لقد كان أول إنتاجي المنشور في مجلة المنهل وإهدائي له ديواني الأول – جرأة قلب – للأستاذ محمود عارف السبب الأول لمعرفتي بالرجل والتعمق في أبعاده باستقراء آماله وآلامه وأحاسيسه الصادقة عن طريق مؤلفاته الشعرية والنثرية . إني عرفت الأستاذ الراحل يبادل الشعور بالشعور الصادق ويبذل في رسائله واتصالاته بأصدقائه ومعارفه النصح والتشجيع بعفوية جادة مقبولة . لقد كان يدأب متواضعاً لإيصال مشاعره لمن يرى أن نصحهم وتشجيعهم واجب تمليه عليه وطنيته الصادقة كونه رائداً من رواد أدبنا المعاصر . إنني إذ أنسى لا أنسى توجيهه لي في أول رسالة إليَّ – بعدالإشادة والتشجيع – بقوله [ إياك الطفرة واحذرالغرور] ولا أنسى –أيضاً- بعد اطلاعه على ما كتبته عن ديوانه [عاصفة الصحراء] كيف حاول الاتصال بي بشتى الوسائل حيث لم أكن حينذاك موجوداً في مقري الثابت وعنواني المعروف لديه . لقد كلف نفسه الكبيرة المعمرة عناء البحث عني ليقول لي شكراً ويعرف حالي والجديد من إنتاجي بيد أني رأيت أني قد قدمت واجباً والحبيب الراحل غنيٌّ عنه ولا أنسى ابتهاجه وامتنانه وإشادته بقصيدتي التي عارضتُ بها قصيدته التي بدأها بقوله المبدعات من الرؤى ومن الرؤى يأتي الحضور من ديوانه الزحف بعد العبور الذي شرفت بإهدائه لي مع ما شرفت به من مؤلفاته المهداة لي أيضاً إن الكلام عن أستاذنا الشاعر الراحل محمود عارف يطول ويطول ولا أملك في ختام مقالي هذا إلا أن أقول : نبأ دهى قلبي بحزنٍ حلَّ في الأعماق عاصــفْ
غاب الحبيب فكل طرفٍ ذاب في دنيــاه ذارف
غاب الأليف فكل سمعٍ هامسَ الإنسان آســف
رحل اللبيب فكل فكرٍ عن رؤى فحواه عـازف
رحل الوفيُّ فكل قلب عاشر الأخَّاذ نـــازف
حزنت لغيبته المجالس والمنابر والمعــارف
ياربِّ لطفاً بالأقارب والمُصاحب والمُعــارف
هب من فقدنا رحمةًً أدخل جنان الخلد عارف --------3/12/1421هـ |
|
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور 1426/2006 |
