يــا مــن يـرتِّـبُ فــي الدُّنـيـا iiلآتـيـهِ

ولا مـكــانَ لـمــوتٍ فـــي مـرامـيـهِ!

إنْ طاب عيشٌ ونلتَ المجـدَ iiأجمعـَه

بـغـيـر تـقــوى فـعــدوانٌ iiتـصـافـيـه

قد يحرص المرءُ في الدُّنيا على نِعَمٍ

فيـبـذلُ الجـهْـد فــي منـفـى iiأمـانـيـه

حتَّى ينال المنـى والعيـشَ فـي رغَـدٍ

فيجعـل الشُّكـر سعـيـاً فــي iiمغـاويـه

يــرى الحـيـاةَ بغـيـر الَّلهو iiمنقـصـةًً

فيصـرف المـالَ ظلمـاً فــي iiملاهـيـه

يمـارسُ الفسـق لا يخشـى iiعواقـبـَه

يخـال أهـواءه فـي الحـشْـرِ iiتحمـيـه

ينسـى القيـامـة ينـسـى كــلَّ iiمانـعـةٍ

مـن الـعـذابِ وينـسـى شـكـر بـاريـه

ينسى القبـور فيسعـى فـي iiفواحشـِه

فـي كــلِّ قـبـْح لــه شيـطـانُ iiيُغـريـه

يواكـب الـسُّـوءَ أنـَّـى كــان iiمركـبـُه

فالحسْنُ والخيـرُ حتمـاً مـن iiأعاديـه

بأنَفَـس الـمـالِ لــم يبـخـل لفاحـشـةٍ

أو بـاطــلٍ أو لـمـوبـوءٍ بـمــا فــيــه

أمـَّا الفضيـلـة فـــي دنـيــاه iiسـيـئـةٌٌ

ومـن يصاحبـهـا بالسُّـخـف iiيرمـيـه

لا يرحـمُ العاجـزَ المحتـاجَ أو iiرَحِمـاً

يـخـافُ ربــِّـي وللـخـيـرات iiداعـيــه

ويجزلُ البذل لكنْ فـي الشُّـرور iiوإن

يقصـدْه ذو فـاقـةٍ يـزجـره فــي تـيـه

يقـول إنـِّـي صلـيـبٌ شـامـخٌ iiصـلِـفٌ

وليـس فـي الخلـْق إنسـانٌ iiأبـاريـه!

من نطفة جاء ! هـل ينسـى iiلخالقـِه

مــن هـيـِّن ؟أيـوالـي مــن iiيعـاديـه؟

سخـفٌ وكبـرٌ وجـور والهـوى سُبُـلٌ

مــرتــادةٌ كـلـُّـهــا مــلَّـــت iiمـآتــيــه

سبحان من أودع النَّزعـاتِ iiأجمعَهـا

فــي نطـفـةٍ وبـهـا مـنـهـا iiمجـافـيـه

فسـادر بالهـوى يعصـى الإلــه ولــم

يـرضـه إذا رام قبـحـاً غـيـر iiدانـيــه

يُـضـمُّ للـنـَّاس لـكـنْ فــي iiهياكلـهـم

وللبـهـائـم صـنــوٌ فـــي iiمـسـاعـيـه

لو حكَّـم العقـل فـي الدنيـا لطـار iiبـه

إلــى المـكـارم بـعْـداً عــن iiمخـازيـه

أليـس مـولاه يـوم الحشْـر iiسآئـلـه؟

وســوف يـقـرأ تسجـيـلا iiلماضـيـه؟

فـي ذلـك الـيـوم لا يحمـيـه iiمفـخـرهُ

مــن مـالـه أو ذويـــه أو iiحـواشـيـه

ولا يـؤانـسُـه مـــن كـــان iiيـمـدحــه

ولا يـنـاصـره مـــن كــــان يـغـريــه

كـتــابــه حــيـــن يـلــقــاه iiيــذكــِّـره

بسعـيـه يــوم كــان البـغـيُ iiيطغـيـه

فــكـــل أعـمــالــه فــيـــه iiمــدونـــة

وكـــل أعـضـائـه تـحـكـي مــرازيــه

فعـنـد سجـيـنِ صـنْــكٌ قـــد iiيخـيَّـلـه

هـــو الـجــزاءُ لـمــا ينـتـابـه iiفــيــه

وإن قـضــى الله أن الـنـَّـار iiمـــوردُه

فـسـوف يلـقـى يقـيـنـا مـــا iiيـردِّيــه

ذلاً وخــزيـَّــاً وأهـــــوالاً تـغـربــلــه

لــكــلِّ جــــرمٍ جــــزاءٌ لا يـجـافـيــه

وبـيــن هـــذا وهـــذا مـــا يـصـيِّــرُه

يرجـو الممـات وليـس المـوت iiآتيـه

فـداخـل الـنـارِ مغـلـولٌ ولـيـس iiلـــه

إلا مـزيــدٌ مـــن التَّنـكـيـل iiيـشـويــه

أمـــا الـطـَّعــام فــزقــومٌ ومـشـربـُـه

مـن الحميـم كشـرب الهيـم iiيُصلـيـه

تـمــر أحـقـابــه فـيـهــا iiمـضـاعـفـة

فهـل سيذكـر بعـضـاً مــن غوانـيـه؟

وهـل سيذكـر مـا قـد بـات iiيشربـهـا

ومومسـاتٍ وبعـضـاً مــن iiتسالـيـه؟

وأكـلـَـه لـحـقـوق الـنَّــاسِ iiمرتـبـيـا

أو غاصبـاً مـع مـا أعطـاه iiراشـيـه؟

أو المديـح الــذي قــد كــان iiينسـبـُه

زوراً إلـيــه ومــــا زادتْ iiمـوالـيــه؟

وهـل سيذكـر مــن بالبـهـت صـغَّـرَه

وعـاجـزاً سـامـه فــازداد iiمضـنـيـه؟

وأيــن شـدَّتـُه ؟ بــل أيــن iiمخيـلـة؟

أيــن الحـبـور الــذي دوى بـنـاديـه؟

ينـسـى الجـمـيـع بتـعـذيـب iiيـكـابـدُه

لا شــــي يــذكــره مــمــا iiيـعـانـيــه

يقـول يــا لـيـت لـكـن لا يـنـال iiبـهـا

سـوى عــذابٍ كضـعـفٍ لـلـذي iiفـيـه

مــولاه أمــلاه فــي الـدنـيـا ونـعَّـمـة

فـواصـل الفـحـش نـكـرانـا لمـولـيـه

فـأتـبـع الـــرِّزقَ والإمـهــال iiفـاقــرةً

أذاعهـا فـي الهـدى لا فــي دعـاويـه

ربَّـاه أرجـوك يــا رحـمـان iiتبعـدنـي

عـن الجحيـم وعـن فـحـشٍ iiتعـاديـه

أنـر فـؤادي بمـا أنـزلـتَ يــا iiصـمـداً

عـلـى النـَّبـي لأسـعـى فــي معـالـيـه

يا مالك الأمر اجعلنـي بصحبـة iiمـن

يـذود عـن شرعـك الصَّافـي iiويأتيـه

يـا غـافـر الـذنـب أكرمـنـي iiبمنـزلـةٍ

فـي جنـة الخلـد قصـداً أنـت iiمسديـه

أرجـو الشهـادة يـا ربـي ولـي iiأمــلٌ

هـــي الـفــلاح ومـقـصـودٌ أنـاجـيــه

فـيـا كـريـمـاً لـــه أمـــري iiبأجـمـعِـه

دعـــاك عـبــدٌ ويـرجــو أنِْ[iتـلـبـيـه]

وأن تـصـلـيَ مـــا طـــارتْ iiمحـلـقـةٌ

على النـبـيِّ وبــاركْ سـعـيَ iiأهـلـيـه