حلْية إبليس

               ********

تضامنتْ حولها دنيا الأباليسِ

                  فزيَّنتْها بإطراءٍ وتدليسِِ

أضفتْ عليها من الألقابِ أجملَها

           كيما نرى دونها كلَّ المقاييس          

ودغْدَغتْها بأوهامٍ منمَّقةٍ

      حين ادَّعتْ حبَّها من دون تخسيس

فشنَّفتْ مسْمَعَ الأصقاع دائرةً

               كأنها حلْيةٌ في كفِّ إبليس!

كيف انبرتْ وفمُ الإلهامِ يمقتها؟

            أما درتْ أنَّها تسعى لتأسيس؟!

حاموا بها سائرَ الأجواء - ويحهمُ]

                 بيَّاً لبيٍّ وليساً فاقدَ اللَّيس

فما [هِبنِّقَةٌ] ضاعتْ قلادتُه [1]

         وما المتيَّمُ من يقفو خطى العيس!

يا من خُدِعْتم صلِوا للعمْقِ تنتفضوا

  بنظرة الصِّدق كي تنجوا من  الحوس

وحكِِّموا في بنات الخَرْسِ- لا ظفرتْ-

            عقولكم تفهموا هرجاً بلا أيس

كلُّ الجهات التي تُعطي النُّهى سمةً

            من السُّموِّ  نفتْها نفيَ ميؤوس

ما عاد يدهشُنا من كان يخدعنا

               ولا يُهيِّجنا شيءٌ من الميس

لا العقلُ  جانس نبضَ الشاردات رؤى

          ولم يعرْ حدسَها  وعيُ القواميس

قامتْ على الهشِّ- سخْفاً- مثْلَ منطقها

           فلم تطقْ سترَها إطلالةُ [الفيس] [1]

كم مَلبسٍ شاملٍ شوهاءَ ليس لها

            نضارةٌ في الورى إلاَّ بملبوس

إنَّا عرفنا القرارات التي صدرتْ

    .. ذاك الخفاء الذي قبل [التضاريس][2]

نرى سفينةُ أهل الختل إن شرعتْ

              تسرْ بعزٍّ وعزمٍ غير محبوس

ماذا جنى الحبُّ إن سارتْ سفينته

      صُدَّتْ - ودادي لها- ترسو بلا نوس؟

دمعُ الكرامةٍ لم يرض الظهور إذا

            آهاتُها أصبحتْ فوق القراطيس

يا منهكَ الضُّوءِ لا تخش المنام ويا

       مثيرةَ الخلْفِ ما يغزُ [الجفا] دوسي

ما يصنع المخلصون العمر إنْ وُضِعوا

           بحبهمْ تهمةً في [دُرْج] جاسوس؟

لا يُغْفلُ الحسْنُ إلاَّ من ذوي خبلٍ

              ولا يروم الدَّنايا غير منكوس

ألمْ يع المالكون الصَّرمَِ ما رسمتْ

             يدُ الجفاءِ وما خلْفَ الكواليس؟

حتى متى تفسد الأدران [ طاقتنا]

               ونحن نرفعها قدراً بتطويس؟

فأرٌ أطاح بسدٍ وانتهتْ مدنٌ

            بعارضٍ جرَّها إهمال تسويس!

الهامش

1- يزيد بن ثراون وقيل ابن مروان من قيس بن ثعلبة

2-الفيس بوك

3- الديوان الثاني للشاعر المبدع محمد الثبيتي نرجو له الشفاء العاجل

3/4/1431هــ