موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

 

                 جديد الشعر                  

             ..آهة قلم

اخترْ لِطفلِكَ كوراتٍ عن القَلَمِ

          إذا أردتَ الغِنى، بادرْ بلا ندمِ

لسوفَ يُصبِحُ نجماً لامعاً وله

     من الجماهيرِ مالمْ تُحصِ من أُمَمِ

وسوف تأتيهِ شيكاتٌ مظرَّفةٌ

         تُضفي الملايين أرقاماً بلا تُهَمِ

وسوف يَقبِضُ من ناديه مُفتخراً

   في الشَّهرِ أضعافَ أعوامٍ لذي القلمِ

أمَّا إذا سجَّلَ الأهدافَ مُعلنةً

    فوزَ الفريقِ يرى ما ليس في الحلُمِ

بادرْ بتسْجيلِه يا صاح في ثقةٍ

         في أيِّ نادٍ ولا تسألْ عن القِيَمِ

فقد ترى قَصَّةً للشَّعر لا قزَعاً

       يُنْهَى ولا [حُفَّةً] بانتْ عن الشِّيَمِ

لكنَّها موضةٌ جاءتْ بمحترفي

           مهارةٍ فغَدَتْ قُبْحاً لكلِّ عمي

فكمْ شبابٍ إلى التَّقليدِ منطلقٍ

            بلا حياءٍ ولا عقلٍ ولا هِمَمِ

يختارُ من جالبين الشَّرِ أسوأَهمْ

        شكلاً ولو صار مذموماً بكلِّ فمِ

وإنْ تتابعْ تر السَّاحاتِ قد مُلئتْ

           مشجِّعاتٍ بما يربو عن الَّلممِ

ترى العجائبَ في كلِّ الملاعبِ لا

         طرْفاً يغضُّ ولا ذئباً بلا غَنَمِ

 

صارتْ وسائلُ ترْفيهِ الشَّبابِ بلا                          

          حصْرٍ فكمْ مُغرمٍ سارٍ بلا سأمِ

والدَّائبون لنَفْعِ النَّاسِ من أدبٍ

         مُلازمون ضياءَ الحرْفِ والْكَلمِ

لكنهم ينحتون الصَّخرَ كي يهبوا

          للناسِ خيراً وهم أغنى بلا رقَمِ

يرون أنَّ ذوي الإفلاسِ مَنْ ملكوا

           في البنكِ أرصدةً لكنْ بلا ذِمَمِ

مواصلون على دربِ الوفاءِ لما

              يبني ويرفعُ حبَّاً كلَّ مُنْهَدمِ

لم يَفْتُروا لحظةً عن جَمْعِ مُنقَسمٍ

              ورشْدِ غاوٍ وأخلاقٍ لِمُنعَدمِ

..أبناءَ قومي وإسلامي ومعتقدي

      وموطني يا دماً يجري بنبْضِ دمي

لم أُبدِ هذا لَكَمْ يا ناسي من حسَدٍ

             بل واقعٌ عقَّ أنْ يبقى بمُنْكتِم

للشِّعرِ أمرٌ على ذي الحسِّ إنْ حَضَرتْ

               آفاقُه كانَ أو يُضْنى فلم يَنَمِ

من قال إنِّي بلا نادٍ أشجُّعه

            إني أشجِّعُ لكنْ لستُ ذا [فَدَمِ]؟

وللرِّياضيِّ لا أجفو إذا جَمُلتْ

      أشكالُه وتسامى عنْ [بِكَمْ] و[كمِ]؟!

ولستُ أكرهُ ذا دعمٍ لأنْدَيةٍ

       إذا وعى سُؤْلَ يومِ الحُكْمِ والحَكَمِ [1]

قالوا الرِّياضةَ ليستْ وحدَها كسِبتْ

             بذلاً سَخيَّاً فهذي أسفلُ الهَرَمِ

أما علمتَ بأنغامٍ مُرَقِّصَةٍ

        ودفْقِ سيلٍ على الأسفارِ و[النَّعَمِ]؟

فقلتُ ربِّي يجازي كلَّ ذي سَرَفٍ

           وسوف يَسألُ يوماً مُهدِرَ النِّعَمِ[2]

يا مُجزلاً بطراً إنعامَ خالقِه

             لغيرِ أهلٍ أفقْ فالعمرُ لم يَدَمِ

نهى الإلهُ عن الإسرافِ في نِعَمٍ

      فكيف إنْ طاش في لهوٍ عن الرَّحِمِ؟

حُمِيتَ والمالُ من طيشٍ ومن سفَهٍ

        ما ذا من الخيرِ أو هذا من الكَرمِ

فأنتَ في دولةٍ عزَّ الإلهُ بما

          أعطى وبالعَدْلِ بالحكَّامِ بالحَرَمِ

إذا لنفسِكَ لا حسٌّ يُنَهْنِهُها

                قدِّرْ مقامَاً وإلاَّ بِنْ ولا تُقمِ

عذراً أخي إنْ قسى حرفي فلستُ سوى

              مريدِ خيرٍ فلا تزعلْ ولا تَلُمِ

أرجو المُهَيْنَ دومَ الخيرِ  في بلدٍ

            أخَصَّها اللهُ تفضيلاً عن الأُمَمِ

وأن يُؤيدَ حكَّاماً لها بذلوا

              كلَّ الجهودِ لتبقى عزَّةَ العَلَمِ

وتزدهي بحضاراتٍ موافقةٍ

         دينَ العزيزِ فلم تَتْبَعْ هوى صَنمِ.                                

4/5/1440هــ

  *********      

    الهامش

1-    اقتباس من ما روى ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ في جامِعِه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ ]

2-    اقتباس من قوله تعالى[ ثمَّ لتُسألنَّ يومئذٍ عن النَّعيم] أية [8]من سورة التكاثر                

 

 

            

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير سجل الزوار راسلني