موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

 

                 جديد الشعر                

   

قصيدتي المنشورة ضمن ديوان عيلان- [الطفل الكردي الغريق] -الصادر ضمن سلسلة إصدارات البابطين هذا العام 2016م

             آهة موجة [عيلان]

            **************

حسِبوا الأسى حَلاًّ يُديلُ وِئاما

           فتقمَّصوا إفْكاً به الإسلاما

وتعمَّدوا قتلَ النفوسِ بريئةً

          لم يرحموا عَجْزاً ولا أيتاما

ألقى التشرُّدُ همَّهُ فاستسلمَ الـ

           سوريُّ لِلهمِّ الثَّقيلِ مُضاما

يتفرَّعَ الفتكُ اللئيمُ تجبُّراً

          صار القتالُ بغزْوهِ إجراما

يستعملُ القصْفَ المدمِّرَ تارةً

     والذَّبحَ أخرى .. يزرعُ الألغاما

والبردُ والجوعُ المُمِيتُ وما قسا

          هرباً وسائلُ مهلكٍ تترامى

للسُّهْدِ في جَلْدِ الضمائرٍ قسوةٌ

          إنْ كان مانعُ زحفِها إلزاما        

كم دمعةٍ ذرفَتْ على عيلانَ كمْ

       قلبٍ عليه الحزنُ حطَّ ضِراما

أمُّ الكوارثِ خيَّمتْ في سوريا

                فكأنَّ فيها للفناءِ مُقاما

عيلانُ أصبحَ قصَّةً عربيَّةً

           أفنتْ لسَرْدِ دمِوعِها أقلاما

لِلموجةِ الزَّرقاءِ فيها آهةٌ

           حنَّتْ له والشَّطُّ حنَّ ولاما

وأثارَ حبُّ الأمهاتِ مواجعاً

          ليرى به بَصَرٌ غفا وتعامى

وتحرَّكتْ بعضُ الدِّماءِ فأصبحتْ

              أرواحُها لِطفيْلِها أعماما

لا غرْوَ إنْ عيلانُ خلَّفَ ضَجَّةً

       غزَتِ القلوبَ وهزَّتِ الإعلاما

ذرفتْ مآسي الهالكين بسوريا

          والهاربين المُرْغمين كلاما 

والبَحْرُ أنكرَ هائجاً ماذا أرى؟

          ما ذنبُ هذا الطِّفلِ ثَمَّ تدامى؟

حتَّى أبيه وأمِّه صاروا إلى

           ما صار أضفوا للأنام ملاما

بشارُ أشباحٌ وغولٌ مُهلكٌ

             كالدَّاعشيِّ غدا يقضُّ مناما

أغرَتْه أوهامُ الرِّئاسةِ طامعاً

          فطغى عياناً يفرضُ الأوهاما

والدَّاعشيُّ أحلَّ كلَّ محرِّمٍ

           لينالَ بالجوْرِ العنيفِ مَراما

الدينُ ليس روايةً تحكي هوى

            من قام زوراً للإله وصاما

تتبرأُ الأديانُ من أعمالِهم

       هجروا الضِّياءَ ليعبدوا الأزلاما

أينُ العروبةُ هلْ غفتْ مذمومةً

   بذوي الهوى؟ النَّصرُ صار حراما؟

يا بَحْرُ عذراً من تنادي أصبحوا

         ضدَّ والوئامِ فقاطعوا الأرحاما

كيف النهوضُ بأمَّةٍ رَكنتْ إلى

              أعدائِها ليعالجوا الأسقاما؟

غاضتْ بحارُ الكونِ إلاَّ أنتَ كُنْ

                   للفارِّين محبَّةً وسلاما

كلُّ البحار بلا حياةٍ لا تقلْ

           ماذا جرى فلأنتَ أرفعُ هاما؟

إنَّ الرُّؤوسَ على الرُّؤوسِ تحطَّمتْ

           فغدا حِمَى من يشتكي إعداما

كَثرَتْ مجازرُ من طغوا فكَسوريا

             دُوَلٌ دهاها ما دهى أعواما

والقائمون على الذُّرى يا ليتهمْ

                 لم ينزلوا فنراهمُ أقزاما

مهلاً فللوعدِ العظيمِ مراهمٌ

                بيدِ اليقينِ تُخفِّفُ الآلاما

عيلانُ في حقلِ الطفولةِ بذرةٌ

             سنرى جناها في غدٍ إقداما

مولاي نرجو منكَ نصْراً عاجلاً

       يُخزي الطُّغاةَ.. يُحطِّمُ الأصناما

من غيرُك الَّلهم ينصرُ من شكا

         بغياً دهاه .. نفى الهناءَ وداما؟

******************************

           الهامش

1-  الطفل الكردي الذي فقد أبويه نتيجة طغيان النظام السوري ومات غريقاً.. نرجو أن يكون شفيعاً لهما وأن ينصر الله مظلومي سوريا ولبنان

 

          

            

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير سجل الزوار راسلني