في أول يومٍ من تقاعدي

                             ************ منصور دماس مذكور

* هذا اليوم الثلاثاء الموافق 1/7/1433هــ  يشير إلى أنه مضى من عمري يومٌ وستون عاما طفولة ودراسة وعملا وهو أول يوم أتمتع فيه بتقاعدي ولا أدري كيف أشغلني بالرجوع إلى [ إرشيف ] ذاكرتي لأتصفح أوراق ملفات منها ما هو حاضر يدفعني للأفضل ومنها شبه منسي  جدَّدته ليجدد في نفسي  ندما متكرراً بموجباته وأفراحا وأتراحاً متكررة بموجباتها فحار عزمي أمام كمٍّ هائل من الذكريات حينما أحس بتوثب يراعي لتدوينها وما لعزمي إلا الاستجابة ليراعٍي؟ لكن لا أدري يا ترى من أين أبدأ.؟

* واستدعاني الشعر باستدعاء تصور من سبقوني من الشعراء المبرِّزين أسبار أحاسيسهم المتدفقة شعراً بتوضيح أحوالهم  فقلت: لست بمتمثل بقول الشاعر سحيم بن وثيل الرياحي

وماذا يبتغي الشعراء مني

        وقد جاوزت حد الأربعين؟

ولا بقول الشاعر

سنِّي إلى الخمسين يخطو مسرعاً

          والروح ثابتةٌ على العشرين

ولا بقول الشاعر كامل الشناوي

عدتَ يا يوم مولدي

          عدت يا أيها الشَّقي

الصبا ضاع من يدي

        وغزا الشَّيب  مفرقي

ليت يا يوم مولدي

             كنت يوماً بلا غد

ولا بمتمثل بقول شاعرنا الكبير الدكتور غازي القصيبي رحمه الله

برزتِ في عامي الستين تغويني

                 يا نشوة العيش  يا أحلى الشياطين

إذا شكوت من الإعياء أيقضني

                 شوقٌ إلى الشوق يدعوني فيحييني

وإن تململتُ من ضعفي أطلَّ هوى

              غضِّ الشباب  إلى العشرين يلويني

هذي المغامرة الحسناء أعشقها

               برغم ما أغمدت بي من سكاكين

لكنني سأعيش أحاسيس أبي الطيب ومشاعره  التي صورها في قوله:

خُلقتُ ألوفاً لو رجعتُ إلى الصبا

               لودَّعتُ شيبي موجع القلب باكيا

وسأردِّدُ قول الشاعر مع تصرف  يسير

أرى وجه المشيب نذير عمرٍٍ

                 ولست مسوِّداً وجْهَ المشيب

فأرجو من أقاربي وأصدقائي ومعارفي أن يدعوا لي بالزهد في الدنيا والطمع في الآخرة وأن يحسن الله خاتمتي  وألا أقضي وقتي إلا في ما يفيد في الدنيا ولآخرة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى لآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً

1/7/1433هــ