موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

 

                 جديد الشعر                               

للبورميِّ خطى العبادة تشتكي

    ********************

أدمنتُ رؤْيتَه فغابَ طويلا

         فذُهِلتُ منتظرَ الحبيبَ عليلا

أين الذي إن سرتُ ظلاًّ كان لي

          وبمشيتي قدحَ الهوى قنديلا؟

من خالج الحبَّ الجميلَ يكن لمن

         يهوى كشمسٍ لا يضنُّ أفولا

كلُّ الوسائلِ جرَّبتْ عنوانَه

              فكأنَّه شاءَ القبورَ حلولا

أو أنَّه نسيَ الودادَ فلم يردْ

          قُرْبي ورام المُهلكاتِ بديلا

له ما يشاءُ ولي إذ ما تاق لي..

         تغدو النفوسُ لما تريد ذلولا

أبرمتُ هجراً للميحِ وفجأةً

           زار المليحُ معاتباً مذهولا

أين الحماسةُ؟ أين من يشدو بها

          فيٌعِيد مفتونَ الهوانِ أصيلا

ويهزُّ بالأشعار من أزرتْ بهمْ

           أهواؤهم ليحقِّقوا المأمولا؟

في بورما - والكفرُ جار مبالغاً-

          ما يُفحِم والأعذارَ والتَّأويلا

في بورما الآلامُ ترجو نجدةً

           لا تقبلُ التَّسويفَ والتَّأجيلا

في بورما الإسلامُ يُقْتلُ جهرةً

             بالمسلمين كأنَّه ما قيلا

للبورَميِّخُطى العبادةِ يشتكي

       من يذكرِ الرحمنَ يُمس قتيلا!

لم يلقَ من عادى شريعةَ [أحمدٍ]

           ردعاً فجاوزَ حدَّه مجبولا

فالنَّاقمون على الضياءِ تكاثروا

     كي يُطفئوه ضحى ليُصبحَ ليلا

يتفنَّون بقتلِ كلِّ موحِّدٍ

         ويمارسون الإفكَ والتَّضيلا

كم أحرقوا كم أعدموا كم شوَّهوا

        وجموحُهم لمَّا يزلْ موصولا!!

وجبَ الدفاعُ عن الضِّياءِ وأهلِه

          حتَّى متى لم ينتفضْ تأهيلا؟

حتى متى للمسلمين ببورما

        شكوى يعود صياحها مخذولا؟

قالت: فقلتُ: المسلمون أهانهمُ

           عنفُ الشِّقاقِ فسامهم تقتيلا

لم يرحموا بعضاً تهدَّمَ عِزُّهمْ

            فغدا قويُّهمُ – بهمْ- مقتولا

يا بورما عفواً ومثلك غزَّةٌ

        صار المؤمَّلُ عاجزاً مشغولا

المسلمون -اليوم- أشلاءٌ وهمْ

             متكالبون يسابقون الغولا

كالجسم يأكلُ بعضُه بعضاً فما

        رفعوا صوى إلاَّ إذا .. تمثيلا

الدين يوصي باعتصامٍ ناهياً

              عن فُرْقةٍ تضفي أسىً وعويلا

إنَّا نرى للاختلافِ مآتماً

       والنَّصرُ جاثٍ لا يطيقُ سبيلا     

عصفَ الهوى حتى غدتْ أشلاؤهم

           أشلاءَ لم ترضَ الوفاق بديلا

لو طبَقوا دين المهيمنِ ما شكوا

          حزْناً وأصبحَ لغزُهم محلولا

الصبر أنكرَ صمتهمْ وهوانهمْ

      ..عذراً فهذا الصَّبرُ ليس جميلا

قالوا: نرى أملاً بوادرَ ناهضٍ

            فأجبتُ لكنْ لم يزلْ مغلولا

أين المُجيبُ وسوريا تشكو كما

           يشكو العراقُ وليبيا التَّنكيلا

وتعيثُ في اليمن السعيد عصابةٌ

          موبوءةٌ، أضحى بها مشلولا؟

يا أمَّة الإسلامِ حسبُكمُ هوى

          شقَّ الصَّفوفَ وزيَّن التَّطبيلا

أو ما ترون إذِ الغباءُ شعارُكم

   أزرى بكم ويصول عرضاً طولا؟

شُنُّوا على هذا الخلافِ بوحدةٍ

                  دينيَّةٍ يغدُ العدوُّ ذليلا

والبدء بالأذناب لا تبقوا لهم

       من يعْرُبٍ- في جسم طاغٍ- ذيلا

وإذا بدا بين الرؤوس مخاتلٌ

          لا ترحموه إلى يموتَ عميلا

ثم انظروا للمشتكين عداوةً

          منها دمُ الأحرار يجري سيلا

لا ترحموا خصْمَ السَّلام وأهلِه

              أنَّى يكنْ لا تمهلوه طويلا

إنِّي إخالُ سطورَ ماضٍ منكمُ

                 ستُعادَ عزماً للأباةِ جليلا

لا يخذلُ الرحمنُ من يسعى على

          دربِ الهدى مهما يعان وصولا

27/12/1438هــ

 

 

جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير سجل الزوار راسلني