موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

 

                 جديد الشعر                

    من يحاسب؟

     *************

كم مُعانٍ

ظُلْمَ آتٍ

حاملاً زهرَ ودادٍ

ثم يغدو ناهشاً

ظَهَراً                                                                         يصافيهِ

إخاءً

في مساءٍ

فإذا أصبح يأتي

باسمأ

خِلاًّ مصاحبْ؟!

من يحاسبْ؟

***

من يحاسبْ؟

كلَّ غادٍ

يرتجي صَفْحاً

لزلاَّتٍ توالتْ

ثم يمضي

-        بعد أنْ تعفوَ إكرامأ-

بحقدٍ

كاليهوديِّ

إذا همَّ بهجْماتٍ

يحابِبْ؟

***

من يحاسبْ؟

من بنى جسراً

من العمِّ ومن أبناءِ

عمٍ

وأخٍ

حتى على الوالدِ

والأمِّ

إذا رام مُراداً

لا يبالي –لاهثاً-

أجلَ

المناصبْ؟

***

من يحاسبْ؟

من تولَّى منصباً ما

ما ينفذْ عملاً ما

دون مكْسٍ

أو بواوٍ

أو ِلصنْوٍ

أو قريبٍ

وسواهمْ                                                                               لم يشاهدْ

غيرَ تعقيدٍ                                                                         إذا يشكو

يُقالُ: الأخُ إنسانُ

مشاغبْ؟

***

من يحاسبْ

كلما قيل فلانٌ

ذو يراعٍ وبيانٍ

بل وفكرٍ ألمعيٍّ

لم يداهنْ أحداً

في الحقِّ

للدين وللأرض وفيٌّ

مخلصٌ

رشِّحوه يُسعِدُ الإنسانَ

حبَّاً

قيل: فيه كَذِباً ما ليس فيه

ثمَّ قالوا:

فاشلٌ

غيرُ مناسبْ؟

***

من يحاسبْ؟

خائنَ العهدِ

إذا بشَّ أمامَ المالكي

شأنَ بلادي

ورأوا منه ابتساما وداداً

وهوَ ويقسو

طاعنا إنْ غاب عن أنظارهمْ

خيرَ بلادي خفيةً

من كلِّ جانبْ؟

***

من يحاسبْ؟

من مشى التَّزويرَ

درباً

بسواه الرِّزقُ كدَّاً

ليس يجدي

بسواه العيشُ مرٌّ

ليس يغري

والأماني بسواهُ

قافلاتٌ

من سرابٍ

ذي متاعبْ؟

***

من يحاسبْ؟

ذِمَماً

لا ترهبُ اللهَ

و لا تعرفُ للأوطانِ

حبَّاً يوجبُ

الإخلاصَ إنْ شاءت

بناءً

أو أرادتْ بيضة الأوطانِ

من يحمي

إذا غار

مُحاربْ؟

***

من يحاسبْ؟

جائلا يبحثُ

عن وجْهِ فسادٍ

أو مجالاً

من فسادٍ

ينشر الإخلالَ خلاًّ

يكْرهُ الحقَّ

ويهوى سُبَلَ الباطلِ

من جانٍ

وغاصبْ؟

***

من يحاسبْ؟

مرسلَ اللحيةِ

إيهاماً

ليحظى بقبولٍ

كي يرى ما لا يراه الغير

من خيرٍ

فيجني من مشاريع سرابٍ

من ذوي المالِ

رصيداً

لا لخيرٍ

بل لتأمين حياةٍ

شاءَها بالزُّورِ والتَّلفيقِ

..نذلٌ

يلبسُ الدِّينَ

مكاسبْ؟

***

من يحاسبْ

غاشماً يفترسُ

الباطلَ عمداً

كي يقولوا [نعمَ]

ما داهم خِزياً

وهوَ أخزى منه

شرَّاً

ومثالبْ؟

أولم يدرِ بأنَّ الله يدري

وغداً سوف يجازيهم

جميعاً؟

لا فراراً

لن ينال الأمنَ

دجَّالٌ

وكاذبْ

***

من يحاسبْ

من يديلَ السَّوءَ

أصنافاً

إذا يرنو مصافي

السُّوءِ

أو يهفو مصافيه خنى

يمضى إلى حيث يقرُّ

الفُحْشِ

يغدو صائداً

يجلبُ  ممقوتاً

يُرَى باسمِ حضاراتِ

الهوى حيناً وتحريرِ

المواهبْ..؟

***

من يحاسبْ؟

وأنا أشدو

وضوء الشَّمسِ

لم يُخفَ

ولو حاول إخفاءً

مضرِّي

أو مضرَّ

الضُّوءِ

أفّاكٌ

وحاجبْ

***

لا سوى الرحمن

يُصغي

لا سوى الرحمن

يُرجى

لا سوى الرحمنِ

إنْ غامتْ

فلم يدرِ

ذوو العدلِ

بزلاتِ غشوم

وخؤون

ولئيمٍ

وحقودٍ

ذاع لم يردعْ

بإظهارٍ

لواجبْ

***

يشوِّه الدُّنيا جموحُ الأنا

        لتُسْهِدَ الشاكيَ لا من جنى

وكي يصيرَ الزِّينُ من سعْيهِ

  شيناً وذو العقلِ – هوىً- أرعنا

ويصبحَ الصافي مُشاباً ومن

        يُشابُ خترأ صافياً كالسَّنى

تلْتهبُ الدُّنيا لماذا فلا

         جوابَ إلا ما بدا أو عنى!

تقَزَّمَتْ كم قامةٍ لم تزلْ

         تحْسِبنا نجهلُ من [قزْمَنا]

وخاتلتْ كم أنْفس خاتلتْ

           لم تدرِ أنَّا نعرفُ المكمنا

لنْ يغربَ الآهُ ويصفو الورى

            مادام من يغدرُ مسْتَأْمَنا

ولن يقرَّ الأمنُ مستحوذاً

              مزعْزِعاً إلا إذا هيمنا

يا أيُّها الأحبابُ لا تعذلوا

      إنْ عشتُ في ما عزَّ ما مُدْهِنا

إنَّ لحبِّي -إن شدا- غايةً

         وفي فؤادي-إنْ شكا- موطنا.

12/11/1437هــ

     

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير سجل الزوار راسلني