|
..أين الفرار؟ ******** حجبوا الضِّياء َ فبانتِ الحيَّاتُ تسعى في الظِّلال مع الثَّعالبْ *** خصمان مختلفان إلاَّ إنْ بدا للنُّورِ رغم الضُّرِّ واثبْ *** يتقاسمان بلا حياءٍ قسوةً رميَ المصائبِ للمُصَاحبْ *** لم يجْهرا بتكالبٍ بل يُشعِلا من غلظةٍ عنْفَ التَّكالبْ *** ويُصيِّرا المغلوبَ وهو مكبَّلٌ بالختْلِ والتَّغريرِ غالبْ ! *** فإذا بدا ضدٌّ عنيدٌ للمخازي جرَّبا فيه العقاربْ *** والليلُ ما للِّيلِ حدٌّ بالتَّجهُّمِ ما نجا للصبْحِ هاربْ ! *** كلُّ الدُّروبِ له فما لسواه هتفٌ ذو بريقٍ للتَّلاعبْ ! *** والنَّيِّراتِ من الخطى تلقى معوقاً كم تأخرَ منه غاضبْ ! *** أين الفرار؟ ..إلى الضِّياءِ؟ نرى المُريبَ مع الهوان إليه ذاهبْ ! *** أين الفرار ؟ ..إلى الصَّفاءِ؟ يُقالُ: مرادنا باللهوِ غائبْ ! *** أين الفرار؟ ..إلى الحنانِ؟ أما له من خوفهِ مليونُ حاجبْ؟ *** فتحوا الجهاتِ بغير وعيٍ ألجموا لغةَ العواقبْ *** لا غرو إنْ يشكُ الوفاءُ وذو الوني يغدو مُشاغِبْ *** غَرْسٌ بلا سقيا ولا رَعْيٍ فما طاب الجنى إلاَّ لسالبْ *** للمرء ما غرستْ يداه فبئس من يجنى عن الأحلى طحالبْ *** تشكو التّجاربُ من يكرِّرُ باطلاًً لله من أهلِ التَّجاربْ *** للحبِّ والإخلاص والحزم الجميلِ فوائدٌ لا لا تغيب عن المُحابِبْ *** نرجو لجسم الطُّهْرِ ريشاً كي نطير لما يرومُ من المناقبْ *** لله نشكو من مقدِّمِ ذي الوجوه مصالحاً عن دأبِ راهبْ *** يا منصفاً نرجو الحياة بلا ثعابينٍ مثعْلبةِ الطِّباعِ ولا عقاربْ *** لا غيرك اللهمَّ ينهي ذا الضَّبابَ ولا سواكَ لردْعِ غاصبْ. 7/1/1435هــ ونشرت في الجزيرة الثقافية في 4/2/1435هــ |
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور 1426/2006 |