موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

 

                 جديد الشعر

      .. مقارنة

        *********

أرواحُهم تعلو فتعنو الذَّوَاتْ

ما ناكبوا صفَّاً لإجْلِ الصَّلاةْ

لم تُشغِلِ الدُّنيا تراويحَهمْ

ولم يجافِ الفرضَ منهم سُباةْ

لفرحةِ الرَّيانِ فيهمْ غنى

لم يخسَرِ العفوَ وأجرَ الزَّكاةْ

إنْ كان [للأركان] ملكٌ- على

أعمارِهمْ- لم يُعْصَ حتى المَماتْ!

أليسَ للأرضِ إذا سلَّمتْ

حقٌّ لمن سادوا بأسمى الصِّفاتْ؟

تنفَّس التَّأريخُ منهمْ شذا

 ومنهمُ طاف لكلِّ الُّلغاتْ!

ومنهمُ الإنسانُ- أسمى- غدا                                               كما سمى الحبُّ فقلَّ الجُنَاةْ

لم تُفسِد الأهواءُ أيَّامَهم

ولم يُعيروا الزَّيفَ أيَّ التِفَاتْ

وخالفوا الكفرَّ فلم يقتدوا

بحجَّةٍ تُشْبِهُ ما للنُّحَاةْ..

ما داهنوا في الدِّين كي يحصدوا                                                               إثماً ولا هانوا لأَهلِ الهِبَات

.. إنْ للرَّياحينِ بهم لَذَّةٌ

فما تجاوزْنَ حدودَ السِّماتْ

تسنَّموا المجدَ ببيض الخُطى                                               وذلَّلوا الصّعب بعزْمِ الثَّباتْ

ما بالصَّواريخ أهابوا الدُّنى

ولا بِسُمِّ الفتْكِ والقاصفاتْ

لكنْ غزوا النَّاسَ بأخلاقِهمْ

وعزّةِ الإيمانِ والعادياتْ

فالفخرُ في دنياهمُ منطقٌ

بغيرِهمْ أخبارُهُ تأْتَآتْ

ما العزُّ إلاَّ همْ سوى آهةٍ

والعدلُ إلاَّ همْ سوى ذكرياتْ

لم ُتُظهِرِ [الأضواءُ] أعمالَهَم

ولم يروموا المدحَ كالغانياتْ

إنْ سطَّرَ التَّأريخُ آثارَهمْ

.. فاللهُ يدري باعثَ المُكرَمَاتْ

لم يُهمِلوا صِدْقاً عزيزاً ولم

يلقَ بعيداً منهمُ هَبْهَبَاتْ

واليومُ ما لليومِ من ما مضى

سوى حكاياتِ الكُماةِ الكماةْ

لم يُجْحدِ اللهُ بناسٍ له

دانوا ولكنْ ما تعدَّى الشِّفاةْ

وصار للشِّرك عبادٌ بلا

زيارةِ [العزَّى] وتقْديسِ [لاتْ]

للَّهوِ تزْييفٌ إذا كشَّرتْ                                                    أنيابُه تحلو لقومٍ هواةْ

يلقى الأذلاَّءُ بهمْ حظوةً

لا من أبوْا فالذُّلُ خصْمُ الأُباةْ

ما الإثمُ إلا لَمْسةٌ إنْ بغوا

أوهمْسةٌ يا.. هاتِ ذا الحينِ هاتْ

كلُّ دروبِ الفتْكِ هتَّافةٌ

والرَّكضُ لم يتعبْ بجهلِ البُغاةْ

ما أكثرَ المُحيين ليلَ [الخنا]

و..باذلي الأموالِ للسَّيِّئاتْ

تبتسم الدُّنيا فمن لم [يَبِنْ]

عن شرِّها عن سعدِ أخراه فاتْ

وتُهلكُ الدُّنيا فمن صابه

منها يَثبْ للهِ قبلَ الفواتْ

في [هذه] دربٌ مُنَارٌ فمن

يتركْهُ ..في [تلك] يرَ المُهْلكاتْ

يا غافرَ الزَّلاتِ لا تُخْزِنا

بما نراه اليومَ من مُغْرياتْ

.. إليك من يومٍ عظيمٍ به

تُقَدَّمُ الأعمالُ وفْقَ النِّياتْ

فاجعلْ كتابي في يميني خلا

من سيِّئاتي مُفعَمَ الصَّالحاتْ

وصلِّ يا ربِّي على أحمدٍ

ما قيل هيّا للصَّلاةِ الصَّلاةْ

9/9/1434هــ

ونشرت في ثقافة الجزيرة في 16/9/1434هـ 

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير سجل الزوار راسلني