موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

 

                 جديد الشعر

 
 

أفعمنا الملك عبدالله بشفائه وعودته فرحاً وبعطائه أنساً فكانت هذه القصيدة

         بلغ الذُّرى وعياً منصور محمد دماس مذكور

    **********         

أغلقْ طريق الشَّرِّ يا [عدواني]

           أتريدني حرباً على إخواني؟

من قال إنِّي جاهلٌ متذبذبٌ

         لأصيخَ ما ترويه من هذيان؟

أقلعْ عن السُّخْفِ الَّلئمِ بهمةٍ

               عربيةٍ شمسيَّة الأركان

لَمَ ذا الجفاءُ وسرُّ  سعدِكَ قائمٌ ؟

        .. يُرضيك أن تحيا بغير أمان؟

لِمَ ذا الهجومُ على البلاد وحكمُها

            من سنَّة المختار والقرآن؟         

لِمَ ذا الجحودُ وكلُّ عيشِكَ باسمٌ ؟

        أتحبُّ عيش الفسق كالجذران؟

أتودُّ مشياً في الشَّقاء جهالةً

        لتنالَ - خسراً- لعنةَ العصيان؟

يا سابحاً في الرَّملِ حسبُك فتنةًً

            لا لن أبيع كرامتي بهواني

لم أحسبِ الإنسانَ شراً كاملاً

            يغدو إلى قُبِّحتَ من إنسان

لا تظلمِ الأحرارَ فالأحرارُ من

          يوفون في سرٍّ وفي إعلان

لك ما تشاءُ، دعِ النَّجاةَ مُذمَّماً

      واهربْ هروب الفسق للطوفان

لله للأوطان نحملُ ذمَّةً

          أوما سمعتَ بذمَّة الأوطان؟

وطني له في القلبِ أسمى منزلٍ

            بعد إلإله ومُرسَلٍ عدناني

في خافقي وطني وفي سمعي وفي

بصري ويجري في دمي و.. وكياني                  

عجباً أما للعهد في بعض الورى

        معنى وما للخير من عرفان!؟

                 *****

بلدي على الدين القويم ترعرعتْ

            وبه ستبقى سائر الأزمان

مذْ جاء أحمدُ بالهدى ومسارُها

          أمنٌ على  البحَّار والشُّطآن

يتبادل العظماءُ مرفأَ سيرها

                ربانَ تشييدٍ إلى ربان

فإذا تناثر جسمها حيناً فما

             إلاَّ ليرجعَ راسخَ البنيان

أو ما أتى صقرُ الجزيرةِ جامعاً

           أشلاءَها  بعزيمة الإيمان؟

فتوارث الأبناءُ نهْجَ مؤسسٍِ

             لتكاملٍ ليُرَى بلا نقصان      

حتى  أتى ملكُ القلوب يزيد في

          البنيان تعزيزاً بغير تواني

أكرم بعبد الله حكماً عادلا

            وبشائرَ الخيرات للسكان

أكرم به فذاً يقود مسيرة

            لحضارةٍ سحريَّةِ الإتقان

أكرم به شاء الحوار طريقة

           لتقارب الأفكار والأديان

بلغ الذرى وعياً وفاق تفهُّماً

              للعلم تقنيةً بفهمٍ باني

فغدا تألُّقُه شعاراً باسقاً

           نزهو به فخراً بكل مكان

وغدا تواضعُه لساناً صادقاً

       يحكي سجايا  للزمانٍ الفاني

في عينه الرَّجلُ القويُّ ومن به

         ضَعْفٌ لنيل الحقِّ يستويان

إن كانت الأخلاقُ فيه طبيعةًٌ

          فالحزمُ والإيثار مجتمعان..

يروي لنا الأخيار كيف تملَّكوا

            حبَّ الأنام بفطنةٍ وحنان

يروي لنا كيف النفوس يقودها

            لينٌ فيجمعها وجيزُ بيان

مَنْ مثلُ عبد الله نعَّمَ شعبَه

      فسما به عن مقصد الشيطان؟

من مثلُه جمع القلوب ليصبحوا

          قلباً ليحميَهم من العدوان؟

من مثلُه كالبحرٍ عاد تدفُّقاً

         فيه النَّدى واللطف يلتقيان؟

أمسى له- بشفائه وعطائه

           لبلاده في شعبه- سعدان

لم يبقِ من شبْه الجزيرة شاكياً

       فقراً ولا ضيقاً من الإسكان

جعل التَّساويَ للرَّعية ديدناً

       فأحبَّه القاصي كحبِّ الدَّاني

فاحتلَّ في كلَّ القلوب منازلاً

         متضوِّعات الفلِّ والرَّيحان

لله درُّ أبي المكارم كم به أثرى

         وكم أزرى العدوَّ [الشَّاني]

يدعو لسلمٍ دائما ويذمُّ من

       يدعو إلى التفريق والخذلان

لكنه مثل الأسود توثُّباً

       بطشاً لأهل البغي والطغيان

متواضعٌ لكنَّه ذو همَّةٍ

        وجسارةٍ في حومة الميدان

نذر الحياة لدينه وبلاده

           ولشعبه بالبذل والعمران          

لم يختلفْ في بأسه وحنانه

           وذكائه عند الجدال اثنان

شهدتْ بحكمته المجالسُ فانجلى

         قولٌ له في الخلق لا قولان

فإذا الشُّعوبِ تنفَّستْ قدراتَِه

       فهو الشَّذى في سائر البلدان

وإذا تفرَّد في الشموخِ فما انحنى

          ذلاً سوى للقادر الرحمان

يتضامن النجديُّ في إنشائه

  شدْواً مع [الشاميِّ] و[الجازاني]

ليذيعه الدَّمامُ نغْماً مُطرِباً

       مثل الحجاز بأعذَبِ الألحان

تتمايل الأطيار من نبراته

              وبحسنه يترنَّم الثَّقلان

يا خالقي نرجو لمالك أمرِنا

      عمراً وتقمع كلَّ خصمٍ عاني

 

13/4/1432هــ

 

 

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير سجل الزوار راسلني