إلى الشاعر الثبيتي |
منصور محمد دماس مذكور |
|
|
* لقد عرفناك أيها
الراحل ليس فجأةً قصيدة حية هامسة مترفة ناعمة تجلى فيها النشاز -
بأبلج صورة- لمّا بدتْ مزيجة من الأمل والألم والفرح والأسى والحب
واللا حب.
* لقد عرفناك قصيدة
أصفى من الصفاء وأحلى من
الشهد.
* داعبوا أناملها إطراءً فكانت أبلغ من الإطراء
ورموا عناقيدها كرهاً فاسَّاقطت
أكرم من الكرم وحاولوا إخفاء ملامحها فأضفوا
لإصالتها المندمجة بروح العصر تألقا وجلالا .
* إنك القصيدة
المحيرة حقاً أيها الراحل ليس فجأة
أتدري لماذا؟
* إنك القصيدة التي
تحولت حروفها المنغمة الراقصة والوديعة المطربة إلى ألغام تفجرت في
أكواننا لتكتب عباراتٍ لم تتضمن دواوينك لأنها ربما لم تخطر على
بالك ولم يستصغها حبك الكبير
وإحساسك الجدير مثلنا
– تماماً- قبل أن تغادرنا أيها الراحل الحبيب.
* ليس الأسى وحده
نتائج الألغام المتفجرة في دواخلنا بل ثمة قصيدة تجمع أحاسيس لم
يكتبها سوى رحيلك
ولم تكتمل فصولها إلا
بعد التأمل في خطوات مشوارك وتوقف قطار نبضك الأنيق.
* إنها القصيدة
الممتلئة إحباطاً وبؤساً المحرضة ركوداً وصمتاً المشعلة تساؤلاً
واندهاشاً المثيرة هموماً وانتكاساً الطاردة آمالاً وأحلاماً
المتألمة ندماً وحسرة.
* فهنيئاً لك أيها
الراحل ليس فجأة حبَّاً صادقاً من محبيك وهنيئاً لهم قصيدة كتبها
رحيلك .
* أيها الحبيب الراحل
لك النعيم إن شاْء الله تعالى ولك أن تثق أن في أكواننا ضوءاً
سيظل يبعث كل الدواعي لإكمال المشوار مهما كان حجم الضبابية ورغم
انعدام الرؤية وإليك أيضاً
رحلتََ فارتجفتْ كلُّ
المصابيح
تشكو
الرِّياح وتشكو غربةَ البوح
ما الفرق بين جريحٍ
عفَّ محتسباً
عن
الصيَّاح وسالٍ غير مجروح؟
ألا ترى الصَّمتَ
ولآذان مغلقة
أولى
وأفضل من كلِّ التصاريح؟
سافرتَ فاهنأْ بتوديع
الضجيج إلى
غيبٍ ..
فلطفاً – به - ..ربَّ المفاتيح
11/2/1432هــ
ونشر في الجزيرة
الثقافية في 16/2/1432هــ