|
|
ورحل عاشق الأندلس*************** * رحم الله الدكتور أحمد بن عبد الله النعمي وأسكنه فسيح جناته لقد رحل رحمه الله مخلفاً ألماً وأسى لكل من عاشروه وكل من تابعوا كتابته سواء كانت قصص مبدعٍ عشق الأرض والإنسان أو كانت مقالاتٍ محصورة - غالباً- على جمال الأندلس المتفرع لوحات جميلة ناطقة نثراً وشعراً . لقد صور رحمه الله من خلال حديثه عن الأندلس وكتاباته المتنوعة عنها عظمة من كانوا حينذاك سواء كانوا قادة فاتحين أو مفكرين نابهين أو شعراءً وكتَّاباَ وخطباءً بارعين . * إنه المبدع الذي وعى البيان الجميل فوهب كل حياته - له - دراسة وتحليلا وتمجيداً ومناقشة. * وهو الإنسان الذي كان يستثير الهمم بأسلوبه الساخر ليعيد لأحفاد أولئك الأفذاذ أمجاد أسلافهم ورغم أنه كان يعرف أنه يضرب في حديد بارد لم يكف عن مواصلة الكتابة عن الأندلس وجماله وليس ذلك لأن رسالته لنيل الدكتوراة كانت عن الأندلس وليس لأنه كان عميد الأدب الأندلسي في جامعة الملك عبد العزيز بل لأن قوميته المتأصلة كانت تدفعه إلى الحديث والكتابة بثقافة الواثق بطرحٍ موثَّق وأسلوب مشوِّق رصين . * إني أعزي أهله وكل من عرفه سواء كاتباً أو محاضراً أو صديقاً كما أعزي نفسي بموت الفقيد الأخ الدكتور أحمد النعمي وأعزي نخبة جمعتنا الزمالة بهم أنا والفقيد في ثانوية الشاطئ في جدة - قبل انتقال الفقيد إلى جامعة الملك عبد العزيز- وقبل انتقالي إلى تعليم جازان إذ كنا حينذاك تحت إدارة المربي الكبير الأستاذ جميل عبد الجبار الذي رحل عنا رحمه الله قبل عام وأشهر وأذكر من أولئك الزملاء السيد الأستاذ هاشم الجفري والأستاذ إسماعيل كمال والأستاذ سعيد البديوي أرجو لهم حياة سعيدة وصحة جيدة وعمراً مديداً * لقد عرفت من الفقيد كما عرفوا حزماً بلا تكلف ونكت لاذعة وأخرى ساخرة بعفوية البدوي وثقافة اللبق إذْ كان ينثرها بلا حقد وعنف رحمه الله * أسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون وأقول: يفاجئنا الزمان بكل عامٍ بموت أحبَّةٍ عاشوا كراما فلم نجزع لأن الله يعطي نعيماً من تصبَّر واستقاما وهل غير الدعاء - لكلِّ غادٍ إلى الأخرى – لنا إن نشكُ ساما ؟ إلهي أدخلِ الجنَّات ناساً عرفناهم وأنزلهمْ مقامـا فأنت الغافر الرَّزاق دوماً وأنت برحمة تسلي المضاما
|
|
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور 1426/2006 |
