يا مكة النُّور إن الأرض تبتسمُ

 لممولد الهدي والجمع الغفير فمُ

بشيِّ ليبدوَ ذو الأشجان منشرحاً

 حتى الوداع – ويسلو من به ألم

فللقرى فيك أعراقٌ مؤصلةٌ

 لسردها يعجز التَّسطير والقلمُ

وفيك للفخر أفذاذٌ  عزائمهم

لا يعرف الوهن زنديها ولا السَّأم

وفيك للعام من أيامه غررٌ

 يزهو بها الحلُّ والأرجاء والحرم

وخطوةُ الأمن تسعى فيك واثقةً

 لله بالحج لم يُسفك عليك دم

إني أجلُّك فيك النور منطلقٌ

 من سيد الخلق لم تتعب له قدم

لأنت قصدُ مجيبي ربِّهم وسناً

 في كل عام وأنت الأمن والكرم

وأنت مكرمةٌ عمر الحياة حبا

ربي ذوي الخير تزكو قربها النعِّم
 

إليك تعنو جباه الناس راجيةً
 

ستر الإله فلا وزرٌ ولا لممم

لبيك لبيك أضواءٌ مراكبها

 من كلِّ فجٍّ يحادي سيرها العشم

لبيك لبيك والإيمان يغمرهم

يا ربّ ما هزّنا جبتُ ولا صنم

نحج بيتك تصديقاً لحجة من

 أذاع ما أُسعدتْ من فيضه أمم

خير الأنام وفي القول الوجيز  خذوا

 عني مناسككم أمرٌ لمن عزموا

ما أعظم الحجَّ ما أسمى مقاصده

 وأصغر الناس في الدنيا إن انقسموا !

لا عزّ للخلق إلا بالوئام وإن

 هانوا فبالكفر والتفريق ما أثموا

يا مكة الحب للخاشين خالقهم

 أن يعرفوا فيك مرقاهم فيلتحموا

وكيف يرشدهم وحيُ السماء إلى
 

توحّدِ الصَّفِّ في فحوى رؤى اعتصموا

لديننا الفذِّ أفراسٌ مهيَّأةُ

 للاعتزاز تغذِّي سيرها القيمَ

في كل ركن لسانٌ ناطقٌ أبداً

 توحدوا ولذِّم الانشطار فم

وحسب من حج أن الحج يمنحه

 من المحاسن ما لم يحصها القلم

يامكةالخير حسب المسلمين لهم

 نهج تساوى به الأعراب والعجم

لافرق لافرق لكنَّ التفاضل بالتقوى

 فطوبى لمن دانوا أو احتكموا
 

يأتون والوزر فيهم شبه محتضرٍ

 وبالنيات بريق السوء منعدم

حتى إذا ما انتهوا من حجِّهم زهقت

 آثامهم وعلى أحيانها ندم

لله حقٌّ على كل العباد فمن

 يهمله يخسر وشرُّ  الخلق .. من علموا