موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

جرح و بلسم

 

 

                        البحث عن الأنساب

 

منصور دماس مذكور

كتبت مقالا قبل هذا بعنوان العلم بالأنساب أوضحت ما كان عليه العرب في جاهليتهم والبعض –أيضاً- في إسلامهم من تفاخرٍ بالأنساب وكيف كانوا أشد الناس اعتداداً بها  فلا يتزوجون إلا ممن يساويهم ولا يزوجون إلا من كان في منزلتهم مكانة حتى أنهم لا ينازلون بعضهم في الحروب إلا متى تساوت منازلهم عمومة وخؤولة وقد جاء ذلك في أشعارهم ومنها قول قائلهم

ولما تنازعنا الفخار قضى لنا

           عليهم بما تهوى نداء الصوامع

ترانا سكوتاً والشهيد بفضلنا

          عليهم جهير الصوت من كل جامع

                                                                          وقول آخر:                                                                   *لنا الدنيا ومن أضحى عليها

                      عبيد والملوك لنا رعية

وقال آخر يفتخر بقومه أيضاً

*وإني من القوم الذين هم هم

                 إذا مات منهم سيدٌ قام صاحبه

نجوم سماء كلما غاب كوكبٌ

                  بدا كوكبٌ تأوي إليه كواكبه

أما الإسلام بعظمته وكماله وحكمته فله شواهد في المفاخرة لكنها ليست بالأجداد ولأعمام والأخوال بل بالتقوى

*قال تعالى [ أ فمن كان مؤمناً كمن كان كافراً لا يستوون] وقال سبحانه  [أ فمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمناً يوم القيامة] وقد أوجز ذلك سبحانه في قوله [إن أكرمكم عند الله أتقاكم]

وقال المصطفي صلى الله عليه وسلم [ إن نبيكم واحد وإن أباكم واحد وإنه لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى]

وكان الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول في مقام التفاخر

 أبي الإسلام لا أب لي سواه

                           إذا افتخروا بقيس أو تميم

ومما يروى من القصص في هذا أن جماعة من العرب ممن يعتدون بأنسابهم أرادوا أن يقللوا من شأن مرافق لهم أقل منهم نسباً -حسْب زعمهم – فراحوا يفاخرون بآبائهم ثم سألوه عن حسبه فقال- لهم مفاخراً- أنا ابن من سجدت له الملائكة وكفى وكأن أعقلهم بعد إجابته قال : في المقام :

كن ابن من شئت واكتسب أدباً

                                يغنيك محموده عن النسب

ولهذا وذاك أرى لا بأس من تعلم الأنساب إذا كان الهدف من تعلمها اتباع قول الرسول صلى الله عليه وسلم [تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم] ولئلا ينتسب إنسان لغير عشيرته أو ينتسب لغير أبيه تحقيقاً لقوله سبحانه تعالى[ ادعوهم لآبائهم] ولقول المصطفى صلى الله عليه وسلم [لعن الله من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه]

وروى الإمام البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: [ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر’ومن ادعى قوماً ليس له فيهم فليتبوَّأ مقعده من النار ]

ولأنَّ الشَّيء بالشيء يذكر سألني أحد الأقارب عن نسبه وأوضح أنه لا يريد التفاخر ولا التباهي بل المعرفة فقط فحاولت أن أأكد مفهومه هذا برسالة أرسلتها لجواله أرجوه فيها أن يتسلسل من ذاته وأن يحفظ ماء ذواته وأن يكون قدوة لمن دونه طالباً سعادة الدارين وليع قول الشاعر

إنَّ الفتى من يقول: ها أنا ذا

                     ليس الفتى من يقول كان أبي

ولا يعني هذا ألاَّ يعرف الإنسان نسبه ليصل رحمه وألاَّ يكون كسواد أهل العراق إذا سئل أحدهم عن أصله أو عن نسبه قال أنا من قرية كذا أو من وادي كذا كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وإذا كان من الطبيعي عدم اتصال جميع الفروع إلى أصولها العليا فأرى  على من انقطع نسبه ويريد أن يوصله الآتي 

أولاً/أن يعرف أن آدم أبٌ لجميع بنيه بدون تفريق بين لون ولون أو جنسٍ  وجنس وأن الله العلي القدير الخافض الرافع قال:[ واخفض جناحك للمؤمنين][1] وقال: سبحانه [تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوَّاً ولا فساداً والعاقبة للمتقين][2] وأن سيد الخلق الذي اصطفاه رحمة للعالمين سيدي محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم قال:[ لا ترفعوني فوق قدري فتقولوا فيَّ ما قالت النصارى في المسيح ،فإن الله عز وجل اتَّخذني عبداً قبل أن يتَّخذني رسولا]

وقيل: أتاه رجل فكلمه فأخذته رعدة فقال صلى الله عليه وسلم   له: [هوِّن عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد]

وقد كان سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقِّع ثوبه ويخسف نعله ولم يكن متكبراً ولا متجبراً وكان أشدَّ الناس حياءً وأكثرهم تواضعاً ولا أجلَّ ولا أبلغ من وصف الله تعالى بقوله:

[وإنك لعلى خلقٍ عظيم][3]

ثانياً/ أن يعرف أن لكلِّ أمةٍ عظماء كما لكل قبيلة عظماء ولكل أسرة عظماء وهم من تنسب لهم السيادة والشرف وعلى هذا المفهوم نستطيع أن نقول إنَّ من قحطان سادة وأشراف كما من عدنان سادة وأشراف وكذلك من الأعاجم سادة وأشراف لكن السيادة والشرف في الجاهلية تختلف عن السيادة والشرف في الإسلام .

وقد أكد هذا أحد الرؤساء العرب- وهو من أعالي القوم نسباً - حين تحدَّى الرئيس الأمريكي السابق [بوش] أن يزوج ابنه ليبطل ما يدعيه الأمريكيون من اتصاف بالعدل والمساواة التي لا يعرفون منها سوى اسميهما.

وإذا تساوى الجاهليون والرئيس الأمريكي السابق في شرفهم وسيادتهم فللإسلام في الناس مفاهيم يوضحها قول الرسول صلى الله عليه وسلم:    [الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا] [4]

وفي هذا الحديث أو في هذا التشبيه البليغ ما يبين بأن الناس يتفاوتون في أصولهم ويختلفون في مزاياهم وطباعهم تفاوت المعادن واختلافها جودةً ورداءةً، غلاءً ورخصاً.

وقد أوضح ذلك الحافظ بن كثير بقوله: [ إن وجه تشبيه الناس بالمعادن لما كان فإذا استُخرِج ظهر ما اختفى منها ولا تتغير صفتها وكذلك صفة الشرف لا تتغير في ذاتها بل من كان شريفاً في الجاهلية فهو بالنسبة إلى أهل الجاهلية رأس، فإن أسلم استمر شرفه وكان أشرف ممن أسلم من المشروفين في الجاهلية، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : [ إذا فقهوا ففيه إشارةٌ إلى أن الشِّرف الإسلامي لا يتم إلا بالتَّفقه في الدين] .

وعلى هذا قسَّم الحافظ الناس إلى أربعة أقسام مع ما يقابلها وهي

أولاً / شريفٌ في الجاهلية أسلم وتفقَّه ، ويقابله مشروف في الجاهلية لم يسلم ولم يتفقَّه.

ثانياً / شريفٌ في الجاهلية أسلم ولم يتفقَّه ، ويقابله مشروف في الجاهلية أسلم ثمَّ تفقَّه.

ثالثاً/ شريف في الجاهلية لم يسلم ولم يتفقَّه ويقابله مشروف في الجاهلية أسلم ثم تفقَّه.

رابعاً/ شريف في الجاهلية لم يسلم ولم يتفقَّه ، ويقابله مشروف في الجاهلية لم يسلم ولم يتفقَّه.

ثم أشار إلى أن أرفع الأقسام من شرف في الجاهلية ثم أسلم وتفقَّه

ويليه من كان مشروفاً ثم أسلم وتفقّه، ويليه من كان شريفاً في الجاهلية ثم أسلم ولم يتفقَّه. ويليه من كان مشروفاً ثمَّ أسلم ولم يتفقَّه، وأما من لم يسلم فلا اعتبار به وما الخيار والشرف والسيادة سوى لباس من كان متصفاً بمحاسن الأخلاق كالشجاعة والكرم والعفة والحلم والنبل و الذكاء وغيرها من الفضائل متوقيَّاً مساوئها كالجبن والبخل والفجور والظلم وغيرها من الرذائل.

وبالمفاهيم المتقدمة نجزم فنقول بأنه لا شرفاً ولا سيادة لأحدٍ في قومه إذا لم يكن متصفاً فيهم بصفات الأخيار مهما كان نسبه ومهما بلغت مرتبته. وذلك لأن الأجدر بالسيادة والشرف هو الأكرم عند الله تعالى بتقواه وفضله.

ولأن الذين يتصفون بصفات السيادة والشرف قليلون في كلِّ زمانٍ ومكان فهم في زمننا أشدُّ ندرةً أو قلةً ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم :[خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم] ويقول الراوي: لا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أم ثلاثة؟

وقد أكد ندرة الشرف والسيادة في الأزمان والأماكن جميعاً حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذْ قال:سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:[ إنَّ الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة] [5]

وإذا كان للعلماء اختلاف في معنى الحديث فما ذهب إليه أكثرهم هو أن المُرضي الأحوال من الناس والكامل الصفات قليل الوجود كالنجيب من الإبل القوي على التَّحمل فهو نادرٌ بينها ومعنى ذلك أن أكثر الناس أهل نقص ، وأنَّ أهل الفضل عددٌ قليلٌ جداً فهم بمنزلة الراحلة في الحمولة. فهل يعي مدعو الشرف والسيادة هذا المعنى؟ ليتهم..

ثالثا/ على من يريد أن يبحث عن أصول ضاعت أو انقطعت أو اندرجت في أنساب آخرين بدون علم موثَّق أن يثق أن الربَّ واحدٌ والرسول واحدٌ والدين واحد والآدمية واحدة كما عليه أن يتلفَّت شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً بعينٍ ثاقبة وعروبة أصيلة وعقيدة صافية وروحٍ سامية لينظر كيف أصبح المجتمع الإسلامي أشلاءً مبعثرة وكيف الجسم العربي صار أعضاءً تتألمْ فيبادر إلى البحث عن أسباب استعادة الاعتصام المفقود والسلام الغائب لا عن ما يزيد الاختلاف توسعاً والانقسام تعدُّداً.

فلو وعى العرب والمسلمون جميعاً ما يخطط أعداؤهم في خفاء لتجنبوا كل ما يثير الفرقة ويفرض التشرذم.

*إنني لأعجب لقومٍ أعداؤهم يجتمعون معتصمين لإبادتهم وهم يجتمعون ليختلفوا بالرجوع إلى أصولهم حتى أن البعض صار يرجع بلا توثيق مؤكد أو توصيل متوارث وكأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يقل:[ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك]؟

كما ألمس من البعض الاقتراب إلى كلِّ ما من شأنه إثارة الحزازات وتحريك النعرات وتفريق الجماعات والترغيب فى التعصَّبْ والتَّحزَّب وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل: حين كسع رجلٌ من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري: يا للمهاجرين- [دعوها فإنها منتنة]؟[6]  

رابعاً/ أرى أن على من أراد أن يعرف أصوله أن يرجع إلى الأكبر سنَّاً الأرجح عقلاً الأكثر معرفةً فبمثل هذا يستطيع أن يصل إلى حقيقة نسبه وذلك لأن من المتعارف عليه هو أن   تناقل معلومة النسب يكون متوارثاً من جيلٍ لجيل.

أما إذا لم يجد حقيقة موَّثَّقة من قبل أكابر قومه وكان باحثاً يريد الحقيقة فلا بد أن يعرف من أين جاءت أصوله ومتى ؟ ليرجع للمكان بمعرفة الزمان فيوصل فرعه إلى أصله المفقود أو المنقطع بتقلبات الحياة وغوائلها وظروف العيش وقسوته.

خامساً/ لأن اسم الأصل الواحد متعدِّدٌ -غالباً- أرى أن يتجنب الباحث الوقوع في شراك تشابه الأسماء وذلك بألا يتسرع بالانتساب إلى أصل توافق مع أصله اسماً إلا بعد توثيق ذلك بما يوجب الانتساب الصحيح من وثائق صادقة واعتراف من أصله المعترف به نزيه وما ذلك إلا لخشية الانتساب إلى غير أصله بغير علمٍ قد يجعله موضع استهزاء وسخرية    أوبعلمٍ لمطمع أو قصد فيصبح هدفاً لأصابع السِّخرية والاستهزاء ويجلب بسخفه مقت الله له.

سادساً/ إذا أجمع علماء المسلمين على جواز الرجوع إلى الحمض النووي في تحديد الأصول أرى أنه إذا انقطع نسب من يريد وصله- وهو متأكد بنسبة كبيرة في رجوعه إلى أصلٍ ما- أرى أن في الرجوع للحمض النووي تأكيداً لدعواه إما إثباتا وإما نفياً فإن أظهرت نتيجة الفحص ما يثبت دعواه فليجزم بصدق نسبه بدون تردد وإن ظهرت النتيجة مخالفة فعليه أن يبقى على ما هو عليه إذا لم يجد معارضاً نافياً لنسبه بحجج مقنعة أما إذا نفى معارض نسبه فمن البديهي أن يعرف الرجل جده الثاني الذي يجعل اسمه رباعياً فليكتف به وليتوكل على الذي خلق كلَّ الناس من طين

 سابعاً/ لاحظتُ كثرة المواقع وكثرة النقابات المهتمة بتدوين الأنساب ونشرها وكما هي مهتمة بإضافة أو إثبات أنساب الأقوام ونفيها مهتمة - أيضا- بنشر ما يقال من قدح في نسب قوم ليطلع عليه القاصي والداني  أومدح قوم ورفعهم ليخفضوا آخرين ليطلع عليه القاصي والداني وذلك بتخصيص مساحات للفارغين ليكتبوا فيها ما شاءوا مدحاً وذماً وإثباتاً ونفياًُ بمعلومات عشوائية ومستندات قد لا تثبت صحتها كما قد يشككون في مستندات أو وثائق إثبات نسب صحيحة غير مبالين بعواقب ذلك

قال الشاعر:

لا يكذب المرء إلا من مهانته

             أوْ فغْلِه السُّوء أومن قلَّة الأدب

لَبعضُ جيفة كلبٍ خيرُ رائحةٍ

           من كذْبة المرءِ في جدٍّ وفي لعب

لذلك أرجو من كلِّ لبيبٍ يبحث لإيصال فرعه بأصله أو لمعرفة أصله الأعلى ألاّ ينخدع بهتاف نصَََََََََََّابٍ يغريه بنسب لا صلة له به وألا يذهب إلا لمن يثق فيهم من النَّسابة أو من لهم باع طويل في هذا الشَّأن.                                 ثامناًُ/ لقد عرَّفنا التأريخ بأماكن القحطانيين الأصلية ومنه عرفْنا أين أنتقل معظمهم كما عرفنا من التأريخ أماكن العدنانيين الأصلية وبهذه المعرفة يستطيع العاقل أن يتخذ الأسلوب الأمثل للوصول إلى غايته.

وما الغريب الملفت للنظر ألا أن يذهب غسانيٌ من حوران أو أرض بلقيس أو تميمي من نجد أو قرشي من مكة أوثقفي من الطائفأو همداني أوأزدي من جنوب المملكة السعودية ليبحث عن نسبه في أقصى المغرب أو في أقصى المشرق! وأنا حين أقول هذا لا أنكر أن الفتوحات الإسلامية واتساع البلاد الإسلامية كانت سبباً في تفرع كثير من الأصول العربية في الأراضي -التي شرفت بالفتوح الإسلامية وعدالتها

لتكون لهم سكناً ولا زالت فرعوهم هناك لكنني أصر فأقول أن الأصل يبقى أصلاً ويبقى الفرع بالمكان تابعاً للأصل.

·      أما ما قبل خاتمة مقالي هذا فرجاء إلى القائمين على الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية وهو أن يتوسعوا في بحثهم وتدوينهم وألا يقتصروا على ذرية الحسن والحسين بل يلحقوا بهم الأنساب الصحيحة ممن أجمع أكثر أهل العلم أنهم أل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهم ذرية أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيضيفوا ذرية العباس بن علي وذرية محمد بن الحنفية وآل العباس بن عبد المطلب والحارث بن عبد المطلب وآل عقيل بن أبي طالب وآل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا ثم يتوسعوا إلي تدوين بني هاشم جميعا ثم قريش ثم جميع القبائل العربية سواءً القحطانية والعدنانية وما ذلك إلا لاعتقادي أن القائمين على الرابطة من السلالة الهاشمية التي بعث الله منها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وهم أولى بالقيام بهذا الشَّأن من غيرهم لتصبح الرابطة بمجهودهم مرجع كلَّ باحث وهم يستطيعون لو اتخذوا للرابطة نسابين- يتمتعون بالنزاهة والصدق والأمانة وخشية الله في القول والعمل- في كل ناحية من نواحي العالم التي تسكنها الأعراق العربية.

أما رجائي الثاني فهو أن تكون ساحات منتدياتهم خالية من الشتائم غير المباشرة والقدح في أنساب الآخرين وإذا تجلى لهم نسبٌ ليس صحيحاً لقوم مهما يكونوا عليهم بمعالجة الموضوع بالمكاشفة مع ذوي الألباب من مدعي النسب بالتحاور والحجج المقنعة التي تبطل نسب الأدعياء بعيداً عن النشر مراعاةً للأسوياء منهم لعلهم أن يرجعوا عن الشك باليقين فينال القائمون على الرابطة ثواب الله تعالى ثم مودة عباده تحقيقاً لقول سيد البشر [ لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ألخ..]أقول هذا لأني أرى في هذا المشروع خيراً حتى لو يلزمهم الأمر تكوين لجنة مؤهلة مخصصة لهذا الغرض وأقول هذا وأنا أعلم أن عملا كهذا يحتاج زمناً طويلا وجهداً متضافراً وصبراً جميلاً وتعاونا صادقاً إلاَّ أني أجزم أنه لا يستحيل شيءٌ على أصحاب الهمم العالية وأنهم لن يقولوا لا نستطيع ليصدق عليهم قول مادح أحد أجدادهم بقوله:

ما قال لا قطُّ إلا في تشهده

          لولا التشهد كانت لآءه نعم

·      من شعري

من نطفةٍ جئتَ والأصل القديم – إذا

             لم تدر يا منكرَ التَّكوين- من طين

كلاهما فيه تنبيهٌ لمن فطنوا

                 ليبدلوا الغلْظةََ الحمقاء باللِّين

من يشغل العقل في كلِّ الأمور يجدْ

               مرسى الأمانِ معدَّاً وفْقَ داريْن

ومن يهنْ بالهوى يسلكْ مسالكه

                 من غير وعيٍ ليلقاه بسجِّين

 

الهامش

1- سورة الحجر آية [88] 2-سورة القصص آية[83] 3-سورة القلم آية [3] 4- رواه أبو هريرة رضي الله عنه5- أخرجه البخاري 6- رواه جابر بن عبد الله  رضي الله عنه وأخرجه البخاري

المراجع

1- زاد المسلم من جوامع الكلم لمؤلفه محمد نظام الينالفتيح       

 2- المستطرف لشهاب الدين الأبشيهي   

 3- أون لاين للأنساب       

4- مقال لي نشر سابقاً

نشر في ملحق الرسالة بجريدة المدينة - مختصراً- في العدد الصادر في 17/6/1432هــ

  

                         

 

 

 

 

   
 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير راسلني