ما كان العفو الصادر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- ضمن القرارات الصادرة في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء يوم الاثنين الموافق 3/7/1426هـ - غريباً فقد عُرِفَ الملك عبد الله بسماحته وعفوه المكتسبتين من سماحة الإسلام وعفوه كما عرف بطيبته وعفويته وصراحته المستمدة من بداوته العريقة وعروبته الصادقة الصريحة فلهذا الرجل العظيم مواقف عظيمة سجلها التأريخ سواء في الداخل والخارج وله أيادٍ بيضاء مشرِّفه يفخر بها كل العرب وكل المسلمين.

وإذا كان في هذا العفو درس أخلاقي لمن عفا عنهم سواء كانوا من أبناء هذا البلد المعروف بوفاء أبنائه وأصالتهم أو من غيرهم ففي هذا العفو تهذيب وتعديل لبعض من تقولوا الأقاويل على حكومة بلدنا الكريم وشعبه بل في هذا العفو زجر رحيم لمن لا يعرف حقيقة هذا البلد وطيبة أهله ممن يجرون وراء الافتراءات والدعايات المغرضة التي تسيرها الأهواء والعواطف المضللة كما في العفو برهان صاطع للرد على من شوهوا الإسلام وأهله

أما البعد الحقيقي لهذا العفو فقد جاء في حديث الملك عبد الله ابن عبد العزيز في الجلسة المذكورة إذ أوضحه - حفظه الله -بقوله : [ إن المملكة العربية السعودية لن تحيد بعون الله عن السير في النهج الذي سنه جلالة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه وسار عليه من بعده أبناؤه الملوك البررة رحمهم الله متمسكة بشرع الله الحنيف والسنة النبوية المطهرة مدركة مسؤولياتها الجسام باعتبارها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومهد العروبة وأحد أبرز الدول المؤثرة على مختلف الصعد ]

وزاد هذا البعد العظيم قوله حفظه الله [ إننا عازمون على مواصلة العمل الجاد الدؤوب من أجل خدمة الإسلام وتحقيق كل الخير لشعبنا النبيل ودعم القضايا العربية والإسلامية وترسيخ الأمن والسلم الدوليين والنمو الاقتصادي العالمي وندعو المولى القدير أن يعيننا على تحمل المسؤولية وأداء الأمانة كما يحب ويرضى]

ونحن شعب المملكة نقول من أعماق أعماقنا لحبيبنا جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آمين آمين آمين يا نصرالحق ويا داحض كيد الحاقدين .

ونقول لمن عفا عنهم – حفظه الله - سواء من أبناء وطننا الغالي الوفي الأصيل أو من غيرهم يجب أن تشكروا الله العلي القدير على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليكم بهذا العفو الرحيم وتقدروا لخادم الحرمين الشريفين وشعبه هذا التسامح النبيل فتخلصوا نواياكم لله ثم للدين الإسلامي ووطن العروبة والإسلام

قال الشاعر:

• فالخير أبقى وإن طال الزمان به *** والشر أخبثُ ما أوعيت من زاد