موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

جرح و بلسم

الأمن و التنمية

منصور محمد دماس مذكور   

 يرى اللواء المتقاعد/عبد الرحمن بن بكرالياسين في كتابه الأمن والإعلام أن الأمن الوطني يعني تأمين كيان الدولة مما يهددها من أخطار من داخل الدولة وخارجها وتوفير الظروف الملائمة لآفاق الاستقرار بواسطة عوامل مكونات الأمن الوطني بأبعاده المتداخلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً إلخ.......  والأمن في مفهوم الأستاذ عبد الرحمن الياسين يوجب تكاتف المجتمع بمختلف مستوياته وطبقاته للقيام بحمايته و الحرص على ما يضمن التوازن الاقتصادي ويحافظ على مستوى البيئة الاجتماعية والوعي السياسي .

*وإذا كان الأمن أساس النموالاقتصادي والاجتماعي والحضاري فمن التنمية ما يكون شرخاً في جدار الأمن الوطني قد لا يلتئم بسهولة وذلك إذا قامت بعض جوانب التنمية بدون خطط مستقبلية سليمة .

والمملكة العربية السعودية هذا الوطن الغالي في جميع نفوس أهله مر بتحولات تأريخية أبرزها التحول الذي أنعم الله تعالى به عليه في عهد الدولة السعودية الميمون حفظها الله بحفظ ولاة أمرها وتأييدهم حيث شهدنا تنمية في هذا العهد توجب شكر الله تعالى أولاً ثم شكر ولاة الأمر ثانياً إلا أننا لاحظنا أن ثمة بعض جوانب من التنمية تشكل بسلبياتها خطراً على الأمن بل على الأصح تكون في حدَّ ذاتها خللاً تنموياً له مردود إيجابي سيِّئ في تكوين خلل أمني يجب تلافيه أو تحسين موجبه ومن ذلك مثلاً

  • أولاً أن التطور الحضاري المتوالي والسريع أجبر المجتمع السعودي – بدون استثناء – على الاستعانة بالخبرات الأجنبية في جميع المجالات التي تفرضها الحضارة للوقوف ببلدنا في صف الدول المتقدمة .

ولعدم استواء المجتمع في الوعي والإخلاص لوطننا الغالي استغل بعضهم هذا الظرف لاستقدام عمالة لم يشغلوهم في مهنهم الحقيقية بل منهم من جعل لهم الحبل على الغارب فهو لا يعرفهم إلا متى انتهت إقاماتهم فاحتاجوا إلى تجديدها هذا إذا لم يبالوا بالمستقدم والنظام فيطلبوا الرزق الخفي بعيداً عن عين الكفيل والرقابة وجميعهم بهذا يشكلون خطراً على الفرد والمجتمع والأمن فبهم انتشر التزوير والسرقات والنصب والاحتيال والتخريب والسحر والشعوذة وما ينشر على صفحات الصحف المحلية من مداهمات أمنية لهم أكبر دليل على هذا ونحن المواطنين نبارك جهود رجال الأمن ونشكرها ولنا في وزارة العمل بعد تقصي الحقائق أمل في تلافي كل ما يرهق الأمن والمواطن.

  • ثانياً/ في منطقة جازان ثمة مدن لم تدخلها الخدمات البلدية إلا بعد أن قطعت مدن أخرى من المملكة العربية السعودية شوطاً من التقدم الحضاري والعمراني لا بأس به فكان قيام مبانيها قبل دخول الأنظمة البلدية قياماً عشوائياً إذ لم يحسب أهلها سوى ممرات أو شوارع ضيقة لا تتسع إلا لوسائلهم المتمثلة حينذاك في جمالهم وحميرهم وحينما نعمت هذه المدن بدخول الخدمات البلدية نفذت مشاريعها ومن مشاريعها المحدودة بقدر الميزانية المتتالية بتوالي الأعوام توسعة لشوارع محدودة أثرت هذه التوسعة على المنازل القديمة وذلك بارتفاع الشوارع التي شملتها التوسعة حيث حولتها إلى أماكن منخفضة تتحول بنزول الأمطار إلى مستنقعات تؤوي ناقلات الأمراض الحموية وغيرها هذا بالإضافة إلى تصدع المباني من مواد الردم الثقيلة وفي هذا وذاك خللٌ تنموي وهذا الخلل التنموي يشكل بدون أدنى شكٍّ خللاً أمنياً وخللاً حضارياً واستمراراً لظواهر غير صحية ولتلافي هذا يجب أن يكون تحسين هذا الوضع بخطوات واعية ومتتابعة صادقة إذْ تحسين وضع مثل هذا أحق من غيره من مشاريع لمخططات لم يتضرر منها أحدٌ بعد.

  • ثالثاً/ بعض المباني في بعض المدن وخاصة مدينة صامطة تقوم على غير أسس حضارية وبغير متابعة أو مراقبة من بلدية صامطة وكذلك بعض الشوارع وكذلك غرس بعض أعمدة الكهرباء وكذلك وكذلك إلخ.........

وهذا وذاك من الأشياء التي فرضتها التنمية البشرية لاشك أن وجودها يشكل خللاً وهذا الخلل يجعلنا نقول أن من التنمية ما يكون ضد الأمن وأن الأمن الذي له الدور الفاعل في التنمية قد يشكو منها إذا لم تتدرج التنمية على خطط مدروسة وعلى أيد مخلصة .

فليت شعري أن تبادر لجان مخلصة بتقارير تعالج هذه الظواهر الملموسة كما تفرض رقابة ومتابعة للمتهاونين لضمان عدم استمرارها .

حبذا هذا وحبذا لو كانت متابعات المديرية العامة للبلديات في منطقة جازان مدعومة نرجو ذلك .

 

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير راسلني