موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

جرح و بلسم

أساس المشكلة

منصور محمد دماس مذكور   

 

لا أعلم من صنَّف العالم فجعل دول العالم الإسلامي من دول العالم الثالث؟ ولا أدري لماذا اقتنعوا بهذا التصنيف الظالم وأقنعوا هممهم به فأصبحت قانعة ترى أن بينها وبين الصدارة صعاباً لا يمكن تخطيها بأي حال من الأحوال؟.
 لا أدري هل نسي العالم الإسلامي أن الدين الإسلامي هو الدين العالمي الوحيد الذي ضمن لهم الصدارة في جميع المجالات وأن لغتهم التي أصبحت في المرتبة الثالثة – كما يراها البعض- هي لغة القرآن الذي أعجز بيانه ويعجز جميع أساطين اللغة .
 إذا كان الدين الإسلامي ببعثة المصطفي صلى الله عليه وسلم ناسخا جميع الأديان السماوية ووحي رب السماء بلسان عربي مبين فلماذا يتخلى المسلمون عن هذا الشرف الرباني الذي منحهم خالق الكون وأرادهم أن يكونوا فلم يكونوا؟
 لماذا أعداء الدين الإسلامي دائبون للتقليل من شأن الدين الإسلامي وأهله بحجج واهية لا يصدقها عقل منصف ولا يستصيغها منطق سليم ؟ ولماذا لم يقم المسلمون بنفس الدور المعادي لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام ؟
 أليس في عدم إظهار الإسلام على حقيقته استغلال من بعض المتأسلمين لتشويه الإسلام في نظر الآخرين ؟
 لقد أصبحت وسائل الإعلام تتناقل أخبار مؤسفة عمن يعتنقون الإسلام اسما لا سلوكاً ومن ذلك ما أورده مراسل صحيفة الوطن إذ أورد في العدد [1921] ما نصه الآتي [ حذر خبراء أوربيون في مكافحة الإرهاب من اعتماد التنظيمات الإسلامية المتطرفة على مسلمين جدد ينفذون كل ما يطلب منهم من عمليات عند الضرورة ،وأن بين هؤلاء المسلمين الجدد من الشبان صغار السن الذين يستطيعون تنفيذ عملياتهم في أوربا وأمريكا وأسيا دون أن يثيروا شكوك الشرطة كما أنهم يكونون توَّاقين للقيام بأية مهمات تثبت قناعتهم . واستدل المراقبون على ذلك بــ[ ليونيل دمونت] فاتن الفتيات الذي يعتمد على ابتسامته الساحرة وعينيه الجميلتين لإغواء النساء واستخدامهن كغطاء عند اللقاء بمتطرفين إسلاميين وقد شارك ليونيل في حرب البوسنة قبل أن يشترك في التخطيط لتفجير مكان اجتماع دول مجموعة الدول الصناعية السبع في فرنسا عام 1996م كما يستدل المراقبون بـ[ كريستيان جانز ارسكي] الألمانية التي تدربت في أفغانستان وتعرفت على أسامة ابن لادن وتم توقيفها في باريس عام 2003م وقال المحققون إنها كانت على اتصال مباشر مع خالد شيخ محمد وساعدت على التخطيط الهجومي على الأقل في إفريقيا . أما ديرن باروت فهو بريطاني متهم بقيادة مجموعة خططت لمهاجمة أهداف مالية في نيويورك وواشنطن بعد أن اعتنق الإسلام في عمر العشرين]
هذا خبر من أخبار كثيرة تشوه الصورة الجميلة للإسلام وأهله وأساس المشكلة هو أن معظم القنوات التي تبث من الدول الإسلامية تعكس واقعاً يتنافى مع الأخلاق الإسلامية أولاً ولم تقم بالدور الواجب الذي يمليه كونها تنتمي لدول إسلامية وذلك بالرد على كل من يشوه مبادئ الإسلام وتوضيح الصورة الحقيقية لدينٍ يجب أن تكون له الصدارة في كل جانب من جوانب الحياة الحية ثانياً
 أما ثالثاً فهو ركون معظم الداعين إلى الله إلى نظريات وأنماط قديمة لا تتناسب مع مجريات العصر الحاضر في الدعوة إلى الله على بصيرة من ناحية وعدم اجتهادهم وبذل جهدهم لتوصيل الإسلام صورةً حقيقية مع الدأب الصادق لإقناع الآخر الخالي من المكابرة والتعصب بهذه الصورة التي يجب أن تكون الأولى وهي مزحزحة كل الصور المشوهة داحضة كل الأفكار والمفاهيم الباهتة التي تريد مجاراة الكيان الإسلامي عاجزة دون الوصول إلى كماله من ناحية أخرى.
إننا في زمن نحتاج فيه إلى دعاة إلى الله متميزين وإلى مؤلفين متميزين وأدباء كذلك لكن يجب أن يكونوا أوفياء لله تعالى مخلصين لدينهم ومجتمعهم كما يحب أن يُدعموا ويطلق لهم العنان ليحلقوا في جو مريح ودروب مذللة ليصلوا ويوصِّلوا غاياتهم التي تفرضها الغاية التي خلق الله سبحانه الثقلين من أجلها ولتكون للإسلام وأهله ولغتهم المكانة التي يجب أن تكون بإذن الله القادر على كل شيء سبحانه . ليت شعري نرى ذلك وليت شعري أن يعي من يهربون بعض ممارستهم اللاأخلاقية إلى خارج أوطانهم أنهم ينتمون للدين الإسلامي وأن أعمالهم التي تتعارض مع تعاليمه وقيمه ترسم لوحة لا تليق بالدين وأهله .

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير راسلني