موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

جرح و بلسم

الصيف و الكهرباء

منصور محمد دماس مذكور   

 

لا أجد تفسيراً لحبي المتجذر لجنوب الجنوب من المملكة الحبيبة إلا بشيء واحد وهو المعني المراد بقول الشاعر:                                                                                                     كم منزل في الأرض يعشقه الفتى *** وحنينه أبداً لأول منزل

وبهذا الحب لا أحب التنقل – حتى في أيام الصيف الخانقة – إلا في ربوع جازان المنطقة إلا ما شاء الله تعالى الابتعاد لغرض تفرضه الضرورة الملحة أو العبادة المضاعفة الأجر

لهذا فأنا لا أتكلم عن الصيف والكهرباء في عروس المصـايف الطائف ولا في أبها البهية التي أصبحت منتجع أهالي الخليج ولا عن الصيف والكهرباء في الرياض العاصمة ولا في مكة ولافي الدمام ولا في حائل إلخ........بل أتكلم عن الصيف في مدينتي القابعة في أقصى جنوب الجنوب من المملكة السعودية [صامطة]

وإذا كان وضع الكهرباء قد تحسن عما قبل في صامطة حيث أصبحت الفصول الثلاثة تمر والسلام قائم بين الأهالي والانقطاع الكهربائي المتواصل فبه ينسى الأهالي ما يكابدون أيام الصيف من انقطاع الكهرباء المتواصل خاصة في أيام الامتحان التي تعتبر أياماً الناس أشد حاجة فيها إلى تواصل التيار الكهربائي ليواصلوا تحصيلهم بعيداً عن الإزعاج المربك مخزونهم العلمي .

ينسى الناس في صامطة المعاناة التي يكابدونها في الصيف وذلك بلطف الجو الذي يعقد سلماً مع مولدات الكهرباء ليعيش الأهالي متمتعين بكل رفاهية لا تأتي إلا بكهربتها فإذا جاء الصيف سافر بعضهم للتمتع بصيف جميل بعيداً عن المعاناة وتحفز آخرون لينقلوا معاناتهم للمسؤولين عن كهرباء الجنوب علهم يجدون حلاً يجعلهم يتمتعون بصيفهم في إقامتهم الثابته بالطريقة التي تحلو لهم بعيداً عن إزعاج التيار الكهربائي المتواصل فإذ ذهب الصيف عقدت معهم الطاقة الكهربائية سلماً كالعادة– ينتهي عادة بقدوم الحر الخانق- لينسوا ما نكد أحوالهم من إزعاج بسبب تواصل انقطاع التيار الكهربائي كما أشرت سابقاً وكأن شأن جميع الأهالي سواء الباقون في صامطة والمغادرن بحثاً عن مصيف جميل كشأن ذلك البدوي الذي كان يعزم في كل ليلة من ليالي الشتاء متى أحس بالبرد أن يبيع جملاً أو ناقة ليشتري ما يقيه من لسع البرد القارص فإذا أصبح الصباح وأشرقت الشمس فأحس بالدفيء قال:[ الحمد أشرقت المدفيَّة لا بايع حاشي ولا حاشية] – ويقصد بالحاشي الجمل وبالحاشية الناقة- فيعدل عن بيع ما يعزم على بيعه وقت معاناته من البرد لتمر الليالي تلو الليالي والأيام تلوالأيام وإبله وافرة.

فإذا كان ذلك البدوي ينسى بشروق شمس كل يوم معاناته من شدة البرد ليلاً فسكان مدينة صامطة وأنا واحد منهم ينسون بانتهاء فصل الصيف وقدوم الأجواء اللطيفة ما يعانوه من انقطاع الكهرباء المتواصل في شدة الحر إلا أنهم يتطلعون لأيام قريبة مقبلة تحمل لهم حلاً لمعاناتهم حيث جادت حكومتنا الحبيبة وفقها الله وبمتابعة من سمو أمير المنطقة محمد بن ناصر حفظه الله بالتصريح بمبالغ مالية ليست بسيطة للقضاء على المعاناة المذكورة آنفاً والله من وراء القصد.

 

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير راسلني