موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

جرح و بلسم

الشورى و الحوار الوطني

منصور محمد دماس مذكور   

 لقد تفاءل الجميع خيراً بإنشاء مجلس الشورى في بلادنا الحبيبة الغالية تحقيقاً لقوله تعالى [ وشاورهم في الأمر] وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم [ماخاب من استخار ولاندم من استشارولاافتقرمن اقتصد] وقوله [من أُعجب برأيه ضل ومن استغنى برأيـه زل]

لقد تفاءل الجميع خيراً ولم يزل هذا التفاؤل ويزداد كلما عُقدت جلسة من جلساته وحملت لنانتائج خيرللوطن الغالي ومواطنيه ثم جاء مشروع الحوار الوطني ليضيف تفاؤلاً وأملاً أكبرفي جلب الخيروالوئام والتضامن لبلدنا وكانت الفرحة أكبربتصريح صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الأميرعبدالله بن عبدالعزيز المتضمن التركيز على الثوابت التي يستبعد فيها الجدل وهي أصول الدين والعقيدة والوطن وإذا حث سموه الكريم على الصبر ففي ذلك بشارة – إن شاء الله –

على نجاح الحوارالوطني فالدين الإسلامي يمدح الصابرين ويشيد بعواقب الصبر والأناة

قال تعالى [واستعينوابالصبروالصلاة إن الله مع الصابرين] وقال سبحانه [إنما يوفى الصابرون أجرهم بغيرحساب] وقال المصطفى صلىالله عليه وسلم [بالصبريتوقع الفرج] وقال عليه السلام [النصر

في الصبر] ومن ماورد في مدح الصبر وذم الجزع قول الشاعر

ماأحسن الصبرفي الدنيا وأجمله *** عندالإله وأنجاه من الجزع!

ولماللصبر من أهمية في إنجاح التحاورأو الحوارالوطني يجب على المتحاورين أن يعرفواهذه الحقيقة فيتركواالعجلة في اتخاذ القرارات وأن يكون شعارهم التأني في انتظارنتائج الحوارمهماكان موضوعه

أما ماأريد الإشارة إليه هنا فالآتي :

أولاً/ من المعروف أن المتحاورين يمثلون توجهات مختلفة وأفكـاراً متباينة ولديهم من الحجج والبراهين المؤيدة- بصرف النظرعن الناصع الساطع منها والعكس- مالا يُحصى لذا يجب على الجميع العقلانيه وعدم التعصب الأعمى متى اتضح الحق ببراهينه الصادقة الداحضة لحجج مناوئيه وذلك لأن المقام مقام تحاور وإقناع وتقريب مسافات لا مقام تعصب وجفاء بدون مبررات .

ثانياً/لاشك أن كثيراً من الأقنعة كشفت عن خبيئها في جلسة الحوار الأولى فتجلت مواضيع متعددة لأفكار مختلفة تمثل معظم جوانب وكلها تصب رغم اختلافها في مصب مصلحة الوطن والمواطن.

وما أريد قوله هنا هو وجوب إيجاد إدارة منظمة للحوار تبدأ بالأهم فالمهم ليناقش مجلس التحاور في كل جلسة موضوعاً لايتعداه المتحاورن قبل ظهور نتيجة مثمرة له بدلائل واضحة مقنعة وذلك لأن التعرض لكل المواضيع في كل جلسة سيكون مردوده سلبيَّاً يزيد المسألة تعقيداً ليس إلاَّ .

ثالثاً/ أخذاً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم [ لاتجتمع أمتي علىضلالة] يجب أن يكون رأي الجماعة هو الرأي الأرجح مهما كانت مكانة صاحب الرأي المخالف ثم ينظر في رأيه فإذا لم يمس العقيدة ولا أصول الدين الثابتة بأدلة قطعية يجب أن تتولى أمره هيئة متخصصة لإقناع أمثاله من المخالفين بغيرهدى أماإذا كان في مخالفته ما يمس العقيده فيجب أن يحال لحكم الشرع لينفذ حكم الله تعالى فيه إن لم يرجع عن رأيه وذلك لأنه ورأيه شرارة إذا تركت بدون إطفاء ستصبح ناراً خطيرة تنذر بعواقب غير محمودة .

رابعاً/ إذا دعت الحاجة لأخذ الشورى بطريقة غير جماعية لا كما يفعل في مجالس الشورى المعهودة أودعت الحاجة على أن يكون الحوار كذلك أرى أن تكون إذا كانت في صالح الوطن والمواطن فاليونان والفرس قيل أنهم كانوا لايجمعون وزراءهم على أمرٍ يستشيرونهم فيه بل يستشيرون الواحدمنهم من غيرأن يعلم الآخر لمعان شتَّى منها لئلايقع بين المستشارين منافسة فتذهب إصابةالرأي ولأن من طباع المشتركين في الأمر الطعن في بعضهم البعض كماأن في اجتماعهم للمشورة تعريض السرللإذاعة فإذا أذيع صعب عقاب الجميع بذنب واحد إلخ ........

 

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير راسلني