موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

جرح و بلسم

كيف أعياد هؤلاء؟

منصور محمد دماس مذكور   

 

نسمع عن إقامة احتفالات لأعياد كثيرة منها ما هو للأم ومنها ما هو للميلاد ومنها ما هو للوطن إلخ.........

أما العيدان المشروعان فهما عيدا الفطر والأضحى إذ هما العيدان الوحيدان المقترنان بالصلاة والنحر وهما من أعلام الدين الظاهرة وقد نصَّ عليهما قوله تعالى [ فصل لربك وانحر]

ولهذين العيدين فرحة تغمر نفوس المسلمين لا لأنهم يلبسون الجديد ويتنزهون في أماكن التسالي والنزهات ويزينون شوارعهم ومنازلهم بمظاهر البهجة التي ترسم على شفاههم سمات الصفاء والمودة الصادقة بل لأنهم مع هذا يواصلون العمل الصالح الموصول في شهر رمضان الذي يطمع فيه كل مسلم بالغفران ويأمل أن يناله من ثواب الله ورحمته نصيب فيأتي عيد الفطر المبارك لتعزيز أعمال المسلم بصلاته فرض كفاية وعزيمة تؤشر بتتابع الأعمال الخالصة للقائل جلَّ وعلا [ وما خلقت الجن ولإنس إلا ليعبدون]

ويأتي عيد الأضحى في العاشر من عشرة أيام للعبادة فيها أفضلية خاصة صوم يوم عرفة حيث يضاعف فيها أ جر من يتقرب للخالق بالأعمال الصالحة و في هذا العيد ينال فيه الحجاج بالإضافة إلى ثواب الحج ثواب النحر كما يفوز فيه غير الحجاج بثواب ما يتقربون به لرازقهم من أضاحي استجابة لربهم واقتداء بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم والفرحة بل البهجة بهذا العيد لا تقل عن سابقه .

فالمسلمون في هذين العيدين يجددون أفراحهم بزيارات سعيدة ومهاتفات لا تقل سعادة كما يواسي بعضهم بعضاً ويقيمون احتفالات بريئة يدفعهم لإحيائها حبٌّ متجذر وعادات متأصلة ليعلنوا مظاهر فرحة تؤلفها وتؤدي أ دورها وإخراجها مشاعرهم وأحاسيسهم الصادقة .

وإذا قلنا أن العيد سنة بهذا الاسم لأنه يعود ويتكرر لأوقاته أو تفاؤلاً كما يرى ا بن يونس فهو – أيضاً- يجلب الأتراح بتذكر من ودعوا الحياة لخالقهم ليس بفتك عدوان ولا بتقتيل مستعمر نعم يجلب الأحزان وإذا كان يجلب الأسى لهؤلاء -إذاً- فما حجم أحزان من يرون أفراح من يتموا أطفالهم ورملوا نساءهم وشوهوا أعضاءهم ودمروا منازلهم وأحرقوا مساجدهم ولم يرقبوا في عجوز ولا طفل إلاَّ ولا ذمة؟ بل كيف ستكون لأعيادهم أفراح وبعضهم يبحث عن المأوى ولا من يؤويه وعن الملبس ولا من يكسوه وعن المأكل والمشرب ولا من يطعمه ويسقيه؟

تصورا كيف تمر أعياد الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم ممن يقعون تحت وطأة الظلم الذي لا يرحم.

إنهم يصرخون بأعلى أصواتهم ولا مجيب ويستغيثون بكل الوسائل المفصحة لمعاناتهم ولا مغيث تصورا بربكم كيف سيكون للأعياد طعم ولأيامها أفراح عند هؤلاء ؟

من قصيدة للشاعر الأخ علي آل عمر عسيري رداً على قصيدة تهنئة لي

في مغرب العيد طاب الجرح والتأما

                           وكان قبل يسح الأمنيات دما

بوركت يا عيد لولا أن زلزلة

                       من الخطوب تهز السفح والقمما

بوركت يا عيد لولا أن شاخصة

                   من العيون أشاحت من عشى وعمى

بوركت يا عيد لولا أن عاصفة

                       من الهموم تهد الصبر والقيما

أجارك الله يا منصور من ألمٍ

                           أحسه كلما ذُكرتُ أن فما

فقد صدقت بأن العيد [ يبعثنا

                          حباً ويجمعنا أنساً زها كرما

وللنفوس مدارات وأشربة

                فاسلم وعيَّدت في من عاد أو سلما

 

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير راسلني