لست معارضاً فكرة أومشروع الفحص قبل الزواج ولا أقول أن هذا المتفق عليه بدعة وليس رأيي المتواضع مهما يكن بواقفٍ ذا تأثير أمام إجماع أمـَّةٍ وقول وزير لكن رأيت أن أنشرما يدور في ذهني حول الفحص قبل الزواج فأقول:

أولاً/ إن العربي المسلم بل كل المسلمين - بصرف النظر عن اختلاف ألوانهم وأجناسهم – يعملون بماشرَّعه الله من أحكامٍ مستمدة من المصادر الأربعة الكتاب والسنة والإجماع والقياس ولم يؤيد هذه الفكرة أو هذا المشروع سوى إشارة بتفضيل البكر الأجنبية الودود

ثانياً/لا يجد الرجل حرجاً بتزويج ابنته الكفء كما لاتجد البنت حرجاً بهذا الزواج أما الحرج بعينه بل الحرج الذي – غالباً- ما يعقبه كآبة وعدم رضى بالواقع فهوحينما يتفق فتى مع من يختارها شريكة لحياته لاقتناعه بنجاح ارتباطه بها زوجة تجتمع فيها جميع الصفات التي يود أن تكون مجتمعة في شريكة حياته وتجد فيه هي- أيضاً- الصفات التي تريدأن تكون في من ترتبط به زوجا لها فإذا وقف الفحص عائقاً دون اجتماعهما كان له مردود ونتائج الله تعالى بهماعليم وماأعظم

المردود والنتائج إذا كان المُتعلق بمن حرمه الفحص من الاقتران بها من من يصدق عليه قول الشاعر

وعذلتُ أهل العشق حتى ذقته

              فعجبت كيف يموت من لم يعشق!؟

أو قول الشاعر

 لو جُزَّ بالسيف رأسي من مودَّتها

                                لراح يجري سريعاً نحوها رأسي !

ثالثاً/ إن عدم صلاحية البنت بعدإخضاعها لعملية الفحص وعدم اقتران المتقدم لها بها قديكون عائقا لها من الزواج لعدم قبول الأول بها إذْ أصبحت لدى قاصري النظر- الذين لايدركون أساسيات الفحص ومواطنه – سلعةً غير مرغـــوبٍ فيها وبالمقابل سيجد بنفس التصورالفتى المرفوض بالفحــص ذاته حيث سيصبح غير مرغوبٍ فيه لعدم لياقته الطبية للزواج وبهذا أردنا أن نعالج إشكالاً فوقعنا في إشكالٍ أخطر منه وذلك أن الأمراض الجسميه قد لا نجد في علاجها صعوبـة أما الأمراض النفسية فقد يصعب علاج بعضها

رابعاً/ لايختلف اثنان أن توافق الزوجين بعد الفحص يضمن لهما حياةً مستقرة سعيدة خالية من الأمراض وأنجالاً سليمين من الأمراض الوراثية لكن أرى لما تقدم أن يكون الفحص اختيارياً للجميع وللمرء أن يحكَّم إن شاء عقله أ وإن شاء عاطفته أو يحكمهما معاً والله من وراء القصد