موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

جرح و بلسم

عراق ما بعد صدام

منصور محمد دماس مذكور   

 

 لقد قدر للعراق أن يعيش تحت وطأة حكم صدام المنصرم بحسناته وسيئاته كما قُدر لصدام أن يعيش حكماً قلقاً مبتدئـــاً بشرٍّ ومنتهياً بشر.
 وفي الفترة التي حكم فيها الرئيس صدام حسين لا يختلف اثنان أنه اعتمد على البطش الذي لا يرحم لكل من خالفوه أو انتقدوا حكمه وما ابتليت به حلبجة وأهلها أكبر دليل .

كمالا يختلف اثنان أن صدام زجَّ بالعراق والعراقيين في أكثر من موقف كلف العراق والعراقيين الكثير من النفوس والأموال وأخذ من وقت العراق والعراقيين ما يقفز ببلد الرافدين إلى سلم لا يستهان به في الحضارة والرقي وكذلك في القوة والسؤدد وإن في حربه مع إيران ما يؤكد ذلك .
كمالا يختلف اثنان أن صدام في غزوه للكويت لم يرع ذمَّة ولم يقم حق جوار ولم يعترف بمعروف بل نقض كل العهود والمواثيق وخيَّب كل آمال العرب وأصابهم بجرح عميق لم يزل ينزف وكل يوم يباغتنا باتساع أكثر وقعاً وأشدُّ ألما ً وبهذا لايختلف اثنان – أيضاً في أن ًصدام أوقع الأمة العربية ولإسلامية وهي في حالة ضعف أمام واقعٍ مرير لا يستطيعون ردَّ هجماته المتوالية ولا مماراته بأيّ وجه من الوجوه .
ولا يختلف اثنان أن ذل صدام وإهانته وموقفه المؤلم اليوم ذلٌ وإهانةٌ لكل عربي .
نعم لكل عربي لكن شاغل الجميع الآن هو مصير العراق بعد صدام وكيف سيحاكم صدام ؟ وما نتيجة محاكمته ؟

إن الرئيس صدام عمل كغيره من الجبابرة قتلاً وإبادة ً بلا رحمة ولا رادعٍ حتى نال قدره المحتوم وبهذا لا يستطيع أحد حصر أعداءه في داخل العراق وخارجه كما لا يستطيع أحد أن يعرف موقف هؤلاء الخصوم الذين أصبحوا بمثابة سكاكين مصوَّبةً لا يدري أيها يتقي وأيها سيصل إليه حيث الجاني من العراق والمجنى عليه العراق وأهله والحكم في العراق دون سواه .
والسؤال هنا هو ما موقف أمريكا لو عفا وسامح العراقيون صدام حسين استجابة لدينهم دين التسامح والعفو والرحمة ؟
وما موقف العراقيين لو عفا المسؤولون الأمريكيون- لمصالح خاصة- عن صدام رغم مطالبة أهل العراق بإدانته ؟
أمَّا وقد أصبح العراق في قبضة الأمريكان أمراً ونهياً- إلاَّ ما شاء رب العزة والجلال- ماذا سيقدمون للعراق ليكون الأفضل؟ بل ماذا سيعمل أهل العراق ليصبح العراق كما يشاءون ويشاء العالم العربي صارفين النظر عن تأريخ العراق الماضي أو الذي سجله التأريـــخ لهم من حسنات وسيئات ؟
 

أخيراً أقول من قصيدة لي على لسان العراق :


 يا مرسلي كلماتهم فوق المعـادي كالقذائفْ !
أين السماويُّ وعاتكةٌ تصوغ الشـعر قاصف ؟
أين الغطارفة الألى ما منهمُ للنصــر واجف ؟
أولم يلد نخل العــراق سوى دعيٍّ أو مخالف ؟
يا ليت اثنيْ عشـر قرناً لم تكن لأعيش وارف
أشـكو لربي ليس للأحزاب من عنف التَّخالف

----------------------------------------------
أقصد بالسماوي الشاعر العراقي يحي السماوي - وبعاتكة الشاعرة العراقية عاتكة الخزرجي

 

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير راسلني