موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

جرح و بلسم

الإرهاب والكباب

منصور محمد دماس مذكور   

 

أقبل مبتسماً فحيَّا بتحيَّة الإسلام ثم جلس بجواري كلما يحاول إخفاء ابتسامته تنكفئ على المسامع قهقهات عالية فاندهشت قائلاً ضحك كالبكاء في زمنٍ أصبحت الآلام تختفي وراء ابتسامات مصطنعة قال : إلام ترمي ؟ قلتُ وما أسباب ضحكك الملفت للنظر؟قال:والابتسامة العريضة تعاوده [علي] – ويقصد أبنه- قلتُ وما شأن علي ؟ قال لقد نفَّذ اليوم سيناريو ماكراً على الأسرة لقد احتجز أخته الصغيرة في غرفة أغلقها وعندما افتقدناهما تعالت أصواتنا نداءاً عليهما فأجابنا من الغرفة المغلقة قائلاً إنها معي ولن أفتح الباب إلاَّ بعد تنفيذ ما أريد فقلت له وماذا تريد ؟ قال : لقد نجحتُ وأريد[ بلستيشن] وأقراص لعب قلت له أفرج عن أختك ولك ما تريد قال :ولا تضربني فأقسمت أن أشتري له ما يريد ولا أمسه بأذى فخرج وهو خلف أخته قائلاً – بابتسامة بريئة وهو رافعٌ يديه- [الإرهاب والكباب] قلتُ وماذا يقصد علي؟ قال الفلم الذي قام ببطولته الممثل الكومودي عادل إمام ثم شرع في شرح أحداث الفلم فشاركته الضحك ثم قلتُ لقد اشترك علي مع أبطال الفلم في البراءة وإن كانت براءته أشد وقعاً في نفوس ذويه إلاّ أن الفلم يحكي في المقابل عن فئاتٍ من المجتمع يحاولون تعطيل مصالح عباد الله مستترين تحت مظلة العبادة والتَّديّن- وهذه الفئات التي يحاول كاتب السيناريو ومخرج الفلم كشفها ومعالجتها بطريقة كوميدية – تسيء للإسلام وأهله باسم الإسلام والإسلام منهم بريء وهم بأعمالهم الخبيثة المتسترة بلباس الدين يحسبون كل صيحة عليهم وإلاَّ فما كان لأبطال الفلم أن يكونوا إرهابيين عن طريق الصدفة التي أرادها الكاتب لذا فهم يشكلون خطراً على المجتمع بدون شك كما أنهم يدفعون أفراد المجتمع للإنتقام منهم متى وجدوا الفرصة ومتى كان دافع الإنتقام- في نفوسهم- مهيَّأً لذلك فهم أغبياء ولكنهم ليسوا أشد غباءً من من هم أغبى من الغباء نفسه وهم أولئك الذين أزعجوا المدائن بإرهابهم . فإذا كان الابن الصغير قام بما قام به من أجل غاية وهي الحصول على بلستيشن وأقراص لعب ومؤلف السيناريو جعل لأبطال الفلم غاية متمثلة في الكباب فإن الإرهابيين في زماننا يسعون بلا غاية معروفة وإذا كان لهم غاية فغايتهم قتل الأبرياء الآمنين في منازلهم فلم يرحموا شيخاً ولا طفلاً  ولا مسلماً ولا معاهداً ولا مسلحاً ولا عازلا وكأن الظلم غايتهم والدمار وزعزعة الأمن شأنهم وقلتُ لأبي علي إذا حصل صغيرك بدافع حبك له على ما يريد ومنح كاتب السناريو أبطال الفلم ما يريدون فالإرهابيون مهما استفادوا من الأفكار البريئة الهادفة ومهما تعددت أساليبهم الإرهابية وتنوعت فأمامهم قوى الحق ستطاردهم لأخذهم أينما كانوا والقضاء عليهم حيثما ظهروا حتى ينتهي الشر وأهله والله المستعان على ما يعملون ثم قلتُ لصديقي عليك بصغيرك فلا تجعل هذا العبث عادة متأصلة في نفسه كيلا يكون له مردود سيِّئ .

 قال الشاعر:

 إذا كنت بين الجهل والحلم قاعداً        وخُيِّرتَ أنَّى شئت فالحلم أفضلُ

 ولكن إذا أنصفت من ليس منصفاً     ولم يرض منك الحلم فالجهل أمثل

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير راسلني