موقع الشاعر منصور محمد دماس مذكور

 

1

جرح و بلسم

منع توظيف المدخنين

منصور محمد دماس مذكور   

لقد كانت توصية الدكتور غازي القصيبي بمنع التدخين في الدوائر الرسمية سواء للعاملين وغيرهم من المراجعين توصية رشيدة وقراراً حكيماً إذ أقرت الدولة متمثلة في حكامها رأيه حينما كان وزيراً للصحة حينذاك وقد أقر ما ذهب له الدكتور القصيبي كل ذي عقل سليم حيث تجذرت فكرته ليأتي اليوم الذي يطلق فيه وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله بن صالح العبيد بحضور نائبه الأمير الدكتور خالد بن عبد الله المقرن آل سعود حفظهما الله مشروع وزارة بلا تدخين هذا المشروع الذي جاء في إطار العمل على التوعية بأضرار التدخين ومكافحته .

أما موجب مقالي هذا فما نشرته صحيفة البيان الإماراتية في تأريخ 7/11/1426هـ تحت عنوان [ منع توظيف المدخنين في رأس الخيمة الطبية] وما نشر الآتي :
[ قررت منطقة رأس الخيمة الطبية عدم توظيف أي مدخن ومطالبة المعينين حديثاً بالتوقيع على إقرار بعدم التدخين بعد استلام العمل وأن يتحملوا الإجراءات العقابية التي تفرضها عليهم المنطقة وقال الدكتور ياسر عيسى النعيمي مدير المنطقة الطبية للبيان إن الدائرة قررت إمهال المدخنين العاملين فيها كي يقلعوا عن التدخين مشيراً إلى أن المنطقة ستخضع عملية تجديد عقود الموظفين الوافدين لمواقفهم من الإقلاع عن التدخين وستطبق إجراءات جزائية بحق المواطنين المدخنين]
هذا ما نشرته جريدة البيان الإماراتية أما كون هذا القرار صواباً أم غير صواب ؟ فالإجابة أتركها لإخواني القراء الكرام بعد سرد ما أ ورده بعض الأطباء من أضرار وبعض الأطباء والمفكرين من تحذيرات صريحة.
إذ كتب الدكتور [كرس] في مؤلفه الدخينة ما مفاده أن في التبغ تسعة عشر نوعا ساماً وذكر منها النيكوتين والبيريدين وغاز الأمونيا وغز الميثلامين وحامض البروسيك وأوكسيد الكربون الأول والهيدروجين المكبرت وحامض الكربوليك وكل هذه سموم قاتلة وأكد ذلك بما يصاب به المدخنون في حاستي الشم والذوق وآلام الحلق وضغط الدم واستفحال أمراض القلب والأوعية الدموية والذبحة الصدرية وإرهاق الكبد والتأثير على المعدة إلخ...

وذكر الكاتب أن أكبر دليل على أضرار التبغ ما يظهر بعد تدخين اللفافة الأولى حيث تحدث الصداع والغثيان والقيء ولتشبث الإنسان بالتدخين وتماديه في تعاطيه يصير لجسمه طاقة على احتمال مفعوله الضار ] و لا شك أن هذا الضار يؤدي بأهله للتهلكة. أ
أما التصريحات الواردة من بعض الأطباء والمفكرين فذكر كبير أطباء المعارف المصرية الدكتور حسين زهدي[ إن التدخين عادة رديئة يلزم وقاية الأحداث منها لما للتبغ من التأثير السيئ على نموهم ولما يسببه عندهم من صفرة الوجه وهو مضر بلا ريب لأنه يضعف شهية الطعام وقوة الهضم ويسبب الخفقان القلبي ويضعف الذاكرة والعقلاء مجمعون على مضاره ]
وأشار هنري فورد محذراً بــ[ أن التبغ مخدرُ سام مني به أهل الجيل الحاضر فاشتدت وطأته وكثرت أضراره في الناس لذلك ليس قي معاملي كلها من يتعاطاه البتة ، إن التدخين سيئ ضار في الأعمال والشخصيات على حد السواء]
وكتب جبار الملاكمين مكس شمالنغ الألماني سنة 1930م في جريدة الألعاب شتوتغر تر تاغبلات[ إن طريقة معيشتي هي أبسط ما يتصوره الناس فإني أنام في اليوم ثماني ساعات أو تسعاً وآكل بانتظام واعتدال لا أحيد عنهما متحاشياً الإكثار والبطنة مؤثراً المياه المعدنية على غيرها ممتنعاً كل الامتناع عن القهوة التي فيها كوفاتين وعن كل المشروبات الكحولية ولم أدخن قط ولكنني أكثر من أكل الفاكهة ولترين من الحليب كل يوم]
ويؤكد مضار التدخين أحد المفكرين بقوله [ إن الفتيان المدخنين يشبهون التفاح المدوِّد الذي يسقط قبل وقت القطاف بزمن طويل]
أما عن حقوق غير المدخنين فأشار مؤلف [الدخينة في نظر طبيب] إلى أنه يجب أن يتعلم المدخنون مراعاة غير المدخنين وليس من ينكر أن لهم حقوقاً أسبغها الله عليهم فلماذا يُرغمون على استنشاق الدخان المفعم بالمواد السامة ؟
هل لدى المدخنين عذر يمنحهم الاستيلاء على كل فضاء في الوجود ليلوثوه بدخانهم ؟ فإذا كان لابد لهم من تعاطي التبغ فلماذا لا يعمدون على الأقل إلى التدخين حيث لا يتسرب دخانهم إلى الجمهور
فهل يعي المدخنون هذا الحق الذي رآه المؤلف لغير المدخنين ؟بل هل بعد معرفتهم بأضرار التدخين سيلزمون أنفسهم بالإقلاع عن تعاطيه ليتجنبوا التهلكة التي يجلبونها لأنفسهم
أما بعد فهل تشاركني قارئي العزيز على أن القرار الذي اتخذته منطقة رأس الخيمة الطبية في شأن المدخنين يؤشر بنسبة كبيرة إلى علامة الصواب؟

 

 
جميع الحقوق محفوظة للشاعر منصور محمد دماس مذكور
1426/2006
الرئيسية ترجمة الشاعر عالم الشعر عالم النثر من ثمار الخير راسلني